أكد رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي اليوم /السبت/ أهمية توضيح مشروعية التعايش الديني في الإسلام واحترام التعددية الدينية في المجتمع الواحد وكفالة حقوق التنوع القومي والثقافي. جاء ذلك في كلمة ألقاها الصادق المهدي أمام المؤتمر الدولي (بين نهج الإعمار ونهج الدمار)، الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم في عمان، والذي يأتي ضمن سلسلة النشاطات التي يعقدها المنتدى لتحقيق هدفه الرئيسي، وهو نشر منهج الوسطية والاعتدال ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وقال رئيس المنتدى العالمي للوسطية "إن نهج الإعمار يبدأ بمعرفة حقيقة الدمار الذي نعاني منه وإدراك أن القفز إلى الوراء أو إلى الأمام ينطلقان من حقيقة عدم صلاحية الواقع وضرورة التخلي عنه لآفاق جديدة أهم معالمها أن تكون صحوة فكرية قدر مكانة العقل البرهاني والتجربة الإنسانية دون افتئات على حقائق الوحي". ومن جهته، قال الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري "إن الوسطية لا تعني الوقوف في منتصف الطريق بين الخير والشر ولا بين الرذيلة والفضيلة ولا بين الإسلام والإرهاب، ولكنها انحياز كامل نحو الحق والعدل والحرية.. فالإسلام جاء وسطا بين الأديان والثقافات ورسالته إحقاق الحق ومواجهة الظلم وإعلان حرية الإنسان". وأضاف "أن المقصود بنداء الوسطية هنا الخطاب الجامع لمقاصد الإسلام في الأرض، وهو خطاب موجه إلى الحس الأخلاقي والجانب القيمي من الإنسان لا إلى الحس النفعي والجانب الذرائعي فيه". أما النائب ياسين أقطاي نائب أمين عام حزب العدالة والتنمية التركي فقد أكد أن الوسطية هي المنهج الذي يمكن للأمة أن تقف بواسطته بوجه التحديات الجسام التي تواجهها، مبينا أن إتباع الديمقراطية في البلاد الإسلامية له دور كبير في تطبيق النهج الوسطي. وبدوره، قال رئيس البرلمان التونسي الشيخ عبدالفتاح مورو "إن الأمم لا تقام من دون علمائها وشبابها الذين يبنون الواقع ويخططون للمستقبل"، مضيفا "إننا عندما نسعى إلى بيان أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال فإنه لابد من بذل الجهد من قبل الصغير والكبير والمسن والشاب وذلك لمواجهة التحديات الكبيرة التي تتعرض لها الأمة في هذا الوقت من أعمال إرهابية تنفذ باسمه وهو منها براء". ومن جهته، بين الدكتور أبوبكر باقادر (سعودي) مدير عام الشئون الثقافية والاجتماعية والأسرة في منظمة التعاون الإسلامي على أهمية دور المنظمة في الظروف الراهنة في الدفاع عن الدين الإسلامي والهجمة الشرسة التي يتعرض لها هذا الدين، والذي هو دين هداية ووسطية واعتدال وتعايش مع الآخر. جدير بالذكر أن فكرة تأسيس المنتدى كانت قد انطلقت في المؤتمر الدولي الأول الذي عقد بالعاصمة الأردنية في العام 2004، فيما تقرر تأسيسه في المؤتمر الدولي الثاني عام 2006 ووقع على إنشائه وتأسيسه شخصيات إسلامية بارزة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ووافقت الحكومة الأردنية على استضافة مقره عام 2007 واعتبار عمان مقرا إقليميا له. ويهدف المنتدى، الذي يعدا عضوا في منظمة التعاون الإسلامي، إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتصدي لكافة أشمال التطرف والغلو الفكري والسلوكي، وإلى تكوين منظومة فكرية تعبر عن الروح الأصيلة للأمة الإسلامية بعيدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق. ويتصدى المنتدى، الذي توجد له فروع عديدة في (مصر، السودان، العراق، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، اليمن، وباكستان)، إلى الحملة الظالمة التي تستهدف وصم الأمة الإسلامية بالإرهاب ويسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال في العالم العربي والإسلامي والمحيط الدولي.