اتفق عدد من المثقفين والكتاب على أن الصعود القوي للإسلاميين في الجولة الأولى لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير كان متوقعا، مؤكدين أن تلك النتيجة تعكس الديمقراطية التي ارتضاها المصريون، وعلى الجميع أن يرضى بنتائجها. واعتبر الكاتب الكبير يوسف القعيد، والمعروف بموقفه المحدد من الإسلاميين قفز الإسلاميين وتصدرهم للمشهد السياسي من النتائج السلبية للثورة، لافتا إلى أن تسيدهم وظهورهم مؤخرا بشكل قوي في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية كان متوقعا، غير أنه كان يتمنى أن يحدث ذلك، بشكل شرعي لا بالتزوير الفج الذي حدث ولا يختلف عما كان يحدث في عهد مبارك -على حد وصفه - معربا عن عدم تفاؤله بما أسفرت عنه نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وقال إن الإسلاميين لهم موقف محدد من الأدب والفن يحتاج إلى مراجعة، وعليهم ألا يقتربوا من حرية الإبداع والثقافة وأن يستوعبوا الدروس السابقة، وإلا فلن تكون النتائج جيدة. وأضاف الكاتب الكبير يوسف القعيد: ذهلت عندما علمت بأن سعد الكتاتني أرسل إلى المفتي يسأله حول مشروعية السياحة وشرب السائحين للخمر على أرض مصر، وإما إذا كان ارتياد السينما حلال، وغيرها من الأسئلة غير المعقولة التي أري أنها وضعت المفتى في موقف محرج، وتؤكد أنهم لازالوا يتحركون في المربع الذي بدأوا منه عام 1928. أما الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، فرأى أنه ليس من حق أي شخص التعليق على نتيجة الانتخابات، وقال: إنه طالما أننا ارتضينا بالديمقراطية فعلينا أن نرضى بنتائجها، وما يمكننا أن نتحدث فيه هو الطريقة التي أجريت بها الانتخابات، وما إذا كانت هناك بعض التجاوزات ارتكبتها الأحزاب ومن بينها الأحزاب الدينية مثل الحرية والعدالة، وغيرها أم لا؟ وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب إن تصدر الإسلاميين لنتائج الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية الحالية كان نتيجة للديمقراطية التي طلبناها جميعا وسالت في سبيلها دماء شهداء الثورة، مؤكدا استحالة تحقيق الديمقراطية بالمزاج والهوى الشخصى، وإنما بإرادة الشعب الذي أتيحت له حرية الاختيار منذ البداية. ولفت مجاهد إلى أن له آراءه ومعتقداته الثقافية التي يستخدمها في عمله والتي لن يتنازل عنها أبدا، وإذا ما سمح له بالتعامل بها مع أي طرف من الأطراف فإنه لا يمانع، أما إذا تم رفضها فهو على استعداد ألا يستمر في عمله لأنه ليس مستعدا لتقديم أية تنازلات فيما يتعلق بآرائه وثقافته، على حد قوله. وأشار رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب إلى أن الإسلاميين إذا ما تصدروا المشهد السياسي في نهاية الانتخابات، ولم يغيروا من أنفسهم فإن المجتمع لن يقبلهم، مؤكدا أن الحرية والليبرالية جوهر أصيل في الشعب المصري الذي لن يقبل بعد اليوم الديكتاتورية من قبل اليساريين أو الإسلاميين أو أي فصيل سياسي، مشددا على ضرورة أن تكون الحرية والفرص المتساوية هي المبدأ الذي ينتهجه الجميع.