* سامية خضر "خبيرة علم الاجتماع": أرامل الحرب سر الاحتفال ب"الأم" * "امتناع الرجال عن "أعمال المطبخ" تسبب في إهمال "عيد الأب" * "فخري" استشاري علم النفس: "المجتمع الذكوري" يرفض الاحتفال بعيد الأب * نفسية الإنسان تقوده لتكريم "الأمهات" * موعظة دينية في يوم الأم جعلت للأب مكانا في جدول الأعياد * الاحتفال به مختلف التوقيت بين الدول * مدينة سبوكِين احتفلت بأول يوم أب في 19 يوليو عام 1910م برغم أن هذه الساعات تشهد احتفال العالم بعيد الأم.. إلا أن للأب حضورا في أجندة أعياد والمناسبات الاجتماعية، يوافق 21 يوليو يعد الاحتفال بيوم الأب العالمي. لكن الحقيقة أن الأب مهمل، ولا يحتفل به العالم بقدر هذه الاحتفالات التي تقام للأمهات اليوم 21 مارس من كل عام، فما لذي يجعل المجتمع "مهمل" للأب ، سواء في مصر أو في أي دولة أخرى حتى يكاد أحد لا يعلم عن عيده شيئا إلا في أضيق الحدود، التقرير التالي يفسر الأمر. "الأعمال المنزلية" في البداية قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن فكرة الاحتفال بعيد الأم في 21 مارس جاءت إلى مصر بعد انتهاء الحرب التي خاضتها مصر، لأن الكثير من الأمهات في ذلك الوقت ترملت بعد وفاة أزواجهن وتحملت مسئولية الأسرة بالكامل، الأمر الذي دفع المجتمع إلى إعلان يوم الحادي والعشرين من مارس من كل عام هو احتفال بعيد الام لتخفيف المعاناة التي تعانيها طيلة العام. وعن عدم الاحتفال بعيد الأب في الحادي والعشرين من يوليو من كل عام - وهو اليوم المحدد لعيد الأب- أرجعت استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ذلك الى الثقافة المجتمعية التي لاتعترف بالاحتفال بالأب، مشيرة إلى أن المرأة المصرية تتحمل الكثير من أعباء الحياة سواء داخل البيت أو خارجه، بعكس الآباء الذين يرفضون عمل أي شيء داخل المنزل، والمطبخ وهو الأمر الذي يجعل المجتمع يحتفل بالأم ولا يحتفل بالأب تقديرا لمجهوداتهن. "مجتمع ذكوري" أكد الدكتور احمد فخري ، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن الأم تلعب دورا هاما في المجتمع من حيث الرعاية والحنان والاحتواء ونشر الحب والعطف بين ابناء الاسرة الواحدة ، بالاضافة الي اهتمام الدين الاسلامي بالام اكثر من الاباء وظهر ذلك جليا في توصية الرسول الكريم بالأم ثلاث مرات في حديثه الشريف، الأمر الذي جعل فكرة الاحتفال بعيد الام ركنا أصيلا في موروث المجتمع المصري. وعن عدم الاحتفال بعيد الأب في الحادي والعشرين من يوليو أرجع "فخري" ذلك في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" إلى الأدبيات السينمائية والأغاني والموروث الثقافي التي اهتمت كلها بالأم وتناست الأب الذي تمتاز طبيعته بالحزم والشدة والسلطة داخل البيت وهو ما يتنافي مع طبيعة الانسان التي تحتفل وتكرم من يعطف ويحنو عليه فقط. وأضاف "فخري" ان الاحتفال بعيد الأب يتنافي مع الناحية النفسية للمجتمع الذكوري، حيث يمارس الأب دور سلطوي ملئ بالشدة والحزم في كثير من الاحيان. * من يحتفل بعيد الأب في البلدان الكاثوليكية، احتفل بعيد الآباء منذ القرون الوسطى اعتباراً من 19 مارس، وهو عيد القديس يوسف، ومع ذلك، كان من الصعب بكثير الاحتفال بعيد الأمهات دينياً، والمهرجانات المكرسة لمريم العذراء، أم يسوع، ما هي الا احتفالات تكريماً للعذرية، وقد تم الحفاظ على تاريخ 19 مارس في بعض البلدان منذ الكاثوليكية تقليدياً. تم إنشاء واحدة من الاحتفالات غير الدينية الأولى للآباء في عام 1912 في الولاياتالمتحدة. إلا أنه لايتم الاحتفال بيوم الأب عالمياً كيوم الأم ، وقد يكون السبب في الاهتمام بيوم الأم خاصة هو التغطية على وجود قوانين تنتهك حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم . ولم تذكر في كتب اعلام النبلاء. *كيف جاءت الفكرة ومن صاحبها أول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هي "سونورا لويس سمارت دود" في سبوكين بولاية ميتشيجان بالولاياتالمتحدة، في عام 1909"ميلادياً، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الأم، أرادت "سونورا" أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت. وقدمت "دود" عريضة تُوصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات، وتتويجا لجهود "سونورا دود" احتفلت مدينة سبوكِين بأول يوم أب في 19 يونيوعام 1910م، وانتشرت هذه العادة فيما بعد في دول أخرى. وفي عام 1916 طرحت مشروع قانون الاعتراف بعيد الأب على الكونجرس، حيث توجه الرئيس ويلسون إلى سبوكان لإلقاء خطبة والمطالبة بالإقرار بعيد الأب عطلة رسمية لكن الكونجرس رفض الاقتراح خوفا من تحويل العيد إلى عيد تجاري . في عام 1924 أوصى الرئيس كالفين كوليدج بتعميم الاحتفال بعيد الأب في جميع دول العالم لكن ذلك لم يتم الاعتراف به بشكل عام، وفي عام 1957 اتهم مراغريت تشيس سميث عضو مجلس الشيوخ الكونجرس بتجاهل الآباء لمدة 40 عاما بالرغم من تكريم الأمهات. * نظرة الإسلام لم يخصص الإسلام يوماً خاصاً للاحتفال به لأن بر الوالدين واجب مدى الحياة وهو يحث الفرد على البر به دائماً فطاعته واحترامه وخدمته حق شرعي من حقوق الأب وفي المقابل فإن عقوق الأب يعتبر من كبائر المحرمات ولذا فالأب في الإسلام يتمتع بمكانه مرموقة يدل على ذلك قوله تعالى: "وبالوالدين إحسانا"، وقوله سبحانه: "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" إلا انه إذا حصل شيء من الاهتمام في يوم معين أكثر من بقية الأيام كلمسة وفاء فهذا مما يزيد الترابط ويقوي أواصر القرب بين أفراد العائلة.