حدد العلماء أمورًا يتسحب القيام بها عند زيارة المسجد النبوي، وهي أن ذهب إلى البقعة المشرفة فعليه أن يتنظف ويتطهر ويتطيب ويتجنب الحضور بروائح كريهة. ويستحب لزائر المسجد النبوي أن يقدم رجله اليمنى عند الدخول وأقول: «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، وأن يصلي ركعتي تحية للمسجد، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم : «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» متفق عليه. ويفضل لمن يذهب إلى المدينة في أي وقت بنية زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه؛ لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. وينبغي على المسلم أن يزور قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وأن يقف أمام قبره -صلى الله عليه وسلم- فيسلم عليه فيقول: "السلام عليكم أيها النبي، ورحمة الله وبركاته". وصلِّ عليه، وإن قال: «اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته. اللهم اجزه عن أمته أفضل الجزاء»، فلا بأس. ثم يتحول قليلاً إلى اليمن ليقف أمام قبر أبي بكر رضى الله عنه، فيسلم عليه، ويدعو له بالمغفرة والرحمة، ثم يتحول قليلاً مرة أخرى إلى يمينك، ليقف أمام قبر عمر، فيسلم عليه ويدعو له. ويُسَنُّ لمن يزور المسجد النبوي أن يذهب متطهرًا إلى مسجد قباء، ويصلي فيه، لفعل النبي ذلك وترغيبه فيه، كما يسن زيارة قبور أهل البقيع، وقبر عثمان رضى الله عنه، وشهداء أحد وقبر حمزة رضى الله عنه، ويسلم عليهم، ويدعو لهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم، وعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين.