قال الدكتور حمدان إبراهيم الملحق الثقافي ومدير المركز الثقافي بسفارة جمهورية مصر العربية في كازاخستان، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا للعاصمة الكازاخية أستانا، تعد دفعة قوية لتفعيل علاقات التعاون في كافة المجالات الحيوية المهمة بين البلدين، مشيرا إلى ترحيب الجانب الكازاخستاني بالتعاون مع مصر واستعداده لتقديم كافة التسهيلات المتاحة لتحقيق المنفعة المشتركة بينهما. وأضاف إبراهيم - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأربعاء/ - أن علاقات التعاون والاستثمار في كافة المجالات ستشهد طفرة كبيرة خلال الفترة القادمة، خاصة وأنه من المقرر تسيير أول خط طيران مباشر بين كازاخستان ومصر من خلال شركة طيران مصرية خاصة منتصف مارس الحالي، الأمر الذي سيساهم في تنشيط كافة مجالات التعاون بين البلدين وليس فقط الحركة السياحية. وأشار إلى أن هناك خطة جديدة للترويج السياحي لمصر في كازاخستان تتزامن مع تسيير خط الطيران المباشر لتنشيط السياحة وجذب السائحين، خاصة وأن السائح الكازاخي متميز. وأضاف أن حوالى 25 ألف سائح كازاخى زاروا مصر العام الماضي، وهو عدد ليس بالقليل مقارنة بتعداد سكان البلد الذي يبلغ حوالى 16 مليون نسمة، مؤكدا حرص المركز على نشر الثقافة المصرية وترويج للحضارة والتراث المصري من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمعارض، حيث نظم المركز حوالى 20 معرضا باستخدام المستنسخات الأثرية في أهم 5 مدن بكازاخستان العام الماضي. وعن حجم التعاون العلمي والتعليمي بين مصر وكازاخستان، أوضح الملحق الثقافي أن هناك اتفاقيات موقعة بين مصر وكازاخستان منذ عام 2007 في مجال التعليم والبحث العلمي ومستمرة حتى الآن، ففي مجال التبادل الطلابي يوجد حوالى 25 طالبا كازاخستانيا يدرسون في مصر في جامعة الأزهر الشريف، إلى جانب عدد من الجامعات المصرية الأخرى، كما منحت كازاخستان 7 منح دراسية للطلاب المصريين للحصول على درجات علمية مختلفة. وأشار إلى وجود اتفاقيات للتعاون العلمي الثنائي الموقعة بين عدد من الجامعات المصرية منها القاهرة وعين شمس والمنصورة مع الجامعات الكازاخستانية، مثل جامعة الفارابى الوطنية، والجامعة التكنولوجية، وذلك في مجالات التبادل الطلابي، والأبحاث العلمية، والنشر العلمي، مؤكدا أن تلك الاتفاقيات تحتاج إلى إعادة تفعيل للبدء في تنفيذها والاستفادة من كافة الخبرات العلمية المتاحة بين الجانبين. ونوه إلى أن هناك العديد من المجالات العلمية التي تتميز بها كازاخستان والتي تهم الجانب المصري خاصة خلال الفترة الحالية ومنها الفيزياء النووية، الطاقة، التكنولوجيا الحيوية، والرياضيات، إلى جانب تميزها في مجال زراعة القمح، حيث تعد كازاخستان من أوائل الدول المصدرة له. وأوضح أنه عرض مشروع بحثي للتعاون في مجال زراعة القمح، خاصة وأن مصر من أكثر الدول التي تستورد هذا المحصول الحيوي المهم، مشيرا إلى أن القمح الكازاخستانى يعانى من ارتفاع نسبة الرطوبة به مما يقلل من فترة تخزينه ومن الضروري الاستفادة من خبرة العلماء المصريين في هذا المجال. وأكد الملحق الثقافي ضرورة انعقاد مجلس الأعمال المصري الكازاخستانى بصفة دورية لبحث آليات تفعيل التعاون بين الجانبين لتنفيذ المشروعات المشتركة خاصة في مجالات الغلال، وإنشاء شركات مشتركة لصناعة الدواء، والاستفادة من التجربة الكازاخستانية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. وأشار إلى الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان، والتي تعد واحدة من أهم المنارات العلمية التي تنشر الفكر الإسلامي الوسطى المستنير، حيث تعمل تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية وتم افتتاحها عام 2001، لافتا إلى أنه يدرس بها حاليا حوالي ألف طالب ويدَرس بها 18 أستاذا مصريا، إلى جانب عدد من الأساتذة الكازاخستانيين.