كوريا الشمالية تهدد امن واستقرار العالم .... بيونج يانج تعلن عن نجاح تجربة لقنبلة هيدروجينية ... مجلس الأمن يطالب بمزيد من العقوبات علي كوريا الشمالية ... اللوبي الصهيوني يقود تيار داخل الولاياتالمتحدةالامريكية للضغط علي الإدارة الامريكية لتشديد العقوبات علي كوريا الشمالية .. مجلس الأمن يجتمع ويدين ويندد ويشجب ويدعوا لحماية العالم من بطش كوريا الشمالية .... القلق يجتاح العالم بعد إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة ... قنبلة كوريا الشمالية تثير فزع العالم .. هذه العناوين خرجت بها الصحف ووكالات الأنباء حول العالم خلال الفترة القليلة الماضية تندد وتدين نجاح كوريا الشمالية لتجربتها الهيدروجينية وإطلاقها لصاروخ يحمل قمرا اصطناعيا مداه 10 آلاف كيلومتر. لكن هناك عدة اسئلة مشروعة تطرح نفسها .... لماذا كل هذه الضجة التي تحدث مع أي نجاح لكوريا الشمالية رغم انها البلد الذي لم يعتد علي جيرانه أو يحتل دولة أخري أو يسعي لتكوين إمبراطورية علي غرار الحلم الصهيوني الذي يحلم بإمبراطورتيه المزعومة من النيل الى الفرات. - لماذا كوريا الشمالية دون غيرها التي يتم توجيه مثل هذه الاتهامات وبأنها تعرض الآمن والسلم الدوليين للخطر ؟ - لماذا لم يتم توجيه نفس هذه الاتهامات الي الدولة الصهيونية التي تمتلك نفس الرصيد الكوري أو يزيد ؟ الإجابة ببساطة شديدة تتلخص في عدة أسباب وهي أن اللوبي الصهيوني الكيان الذي يتحكم في صناعة القرار داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأن أمريكا تعتبر إسرائيل أحد الولايات التابعة لها ... وأن إسرائيل أعطت الأممالمتحدة والعالم درسا في كيفية صم الأذن وعدم السماع لأحد ، ووقف العالم كله صامتاً وعاجزاً على فرض قراراته على الدولة الصهيونية التي أدارت ظهرها لكافة القرارات الدولية التي حملت في طياتها عبارات التنديد والمطالبة والاستنكار وكآن إسرائيل تقول .. العالم يريد ما يريد ونحن نفعل ما نريد. - ويكفي أن نعلم أن أكثر من 832 قرارا صدر لصالح القضية الفلسطينية و602 قرار للأمم المتحدة ضد اسرائيل وبالتالي فإن العالم يري أن الدولة الصهيونية فوق القانون وأن حق النقض " الفيتو " جاهز داخل أدراج النسور في البيت الأبيض لاستخدامه إذا تعرضت ولايتهم الممتدة والكائنة علي أرض فلسطين منذ عام 1948م للهجوم ولو بعبارات مسيئة ، وبالتالي فإن الحديث عن برنامج نووي صهيوني أو إدانة له لن يكون ذات قيمة، بل تعتبره الإدارة الامريكية والغرب برنامج للدفاع عن أمنها القومي ضد الدول المحيطة بها ويقصد طبعا العرب. - أن هناك اعتقادا لدى الأمريكان بأن بلادهم أصبحت تحت مرمى النيران الكورية رغم المسافات الطويلة التي تصل الى آلاف الكيلو مترات وأن الخبراء الأمريكان يشعرون بأن صواريخ كوريا الشمالية تستطيع أن تصل الي الولاياتالأمريكية بمنتهي السهولة وان فكرة الهدنة التي أبرمت بين الطرفين في عام 1953م فور انتهاء الحرب الكورية الأمريكية أو حرب الثلاث سنوات كما يطلق عليها لم تعد مجرد هدنة بعد ان تنامي الحلم الكوري واستفحل وأصبحت علاقاته تتسم بالندية مع الأمريكان الذين لم يتعودا علي مثل هذه اللغة في تعاملاته مع دول العالم الثالث. - أن الأحلام الامريكية تحولت الى كوابيس مزمنة أصبحت حقيقة مؤلمة في وجه الغرور الأمريكي ويحسب لهذا الشعب الذي يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة ويسكن علي مساحة 120 ألف كيلو متر فقط والذي يقع في سلّم الدول الفقيرة أن يستغني عن رفاهيات الحياة ليحصن نفسه بعد أن عاني من ويلات الاحتلال الياباني بداية من عام 1905 الي 1945م والذي اتخذ نظريات وأقوال "ماوتسي تونج" منهجا ثابتا وسار علي دربه ونجح هذا الشعب الفقير فيما فشل فيه أغنياء العرب ونجحت كوريا الشمالية في بث القلق والرعب في نفوس الغرب الإمبريالي بجناحيه أوروبا وأمريكا خاصة وأنها تري أن الزعيم الكوري كيم جونج أون يمثل تهديدا وتسعي لاغتياله بعد ان نجح خلال وقت قصير في إجراء التجربة النووية الثانية في عهده حيث أن الدولة الكورية نجحت في إجراء أربعة تجارب نووية منها اثنين للزعيم الشاب وهو الامر الذي جعل الاصوات تتعالي ويخرج النائب الكوري الجنوبي ها تاي كيونغ ويطالب من الرئيسة بارك جيون هاي بأن تأمر باغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بحجة أن الموت هو الشيء الوحيد الذي يمنعه من استخدام الأسلحة النووية وأن موت زعيم كوريا سيريح العالم كله ونسي أو تناسي أن الحلم لا يموت حتي ولو مات الزعيم أو اغتيل كما طالب نائب البرلمان الكوري الجنوبي. - أن العالم يري أن كوريا الشمالية تشكل تهديدا مباشرا ولكن اسرائيل دولة مسالمة تدعو للسلام وأنها حارسة وراعية لهذا السلام كما يرعي ويحرس الذئب الأغنام ..... إنها المعادلة المقلوبة أو لغة القوة التي تتحكم في الكون .. إنه العقل المقلوب الذي يريد أن يخدع العالم بأشياء وهمية ليست صحيحة بالمرة وأن اسرائيل ومن وراءه الغرب وأمريكا الذين مازالوا يتألمون بسبب محرقة " هتلر " هم أنفسهم الذين يقومون حاليا بارتكاب مذابح وحشية وإبادة جماعية لشعب أعزل وسط حماية دولية ومباركة إمبريالية مخزية، وأن الدولة الصهيونية ارتكبت أبشع مجازر في التاريخ ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ عام 1948م حتي الآن ومازالت تحتل الأرض العربية تحت حماية ورعاية ومباركة أوربية أمريكية . - في النهاية .. نحن ضد انتشار الأسلحة النووية بكافة أشكالها وأنواعها ولكن يجب أن يعامل الجميع بالمثل وأن يتم تنفيذ اتفاقية حظر وانتشار الاسلحة النووية علي الجميع بداية من أمريكا مرورا بإسرائيل و كوريا الشمالية وإيران إذا أراد العالم أن يعيش في سلام وإن كنت اعتقد أن الزمام قد أفلت من الجميع وأصبحت القوة هي اللغة التي تتحدث الآن وأن شريعة الغاب هي التي تتحكم في الكون خلال هذه المرحلة ولنا في الأزمة السورية التي تمثل عارا في جبين البشرية خير دليل.