أكد وكيل الأزهر، أن الأزهر يحترم فى العالم كله إلا فى بلده لدرجة أن البعض يلبس زى الأزهر للنصب على الناس لثقة الناس فى زى الأزهر ومن يرتديه، وقال إن "العالم كله يحترم الأزهر ويقدره إلا نحن". وهاجم وكيل الأزهر، مصطفى راشد الذى "يدعى أنه مفتى أستراليا على غير الحقيقة"، وأكد أنه "يتكسب من عمامته ويدور على القنوات الفضائية ويدعى أنه لا توجد آية تحرم الخمر ويتطاول على الجيش والشرطة"، مطالبا بفضح الكاذبين. وتطرق خلال كلمته إلى فتوى عدم إلزام الزوج بنفقة علاج زوجته، مؤكدا أن عدم إلزام الزوج بنفقة الزوجة أمر كان فى زمان قل فيه المرض وكانوا يتداوون بالعشب شبه المجانى، والآن زاد المرض وزادت تكلفة العلاج، متسائلا: "كيف يجدد فى الدين من لا يصلون أو يصومون ولا يلزمون أركان الدين ويتطاولون على السنة والتراث فكيف يكونوا مجددين؟"، قائلا: "نفسك لا اعتبار لها لأن النفس التى تطمئن للحديث هي نفس العالم وليس نفس المستهزئ من السنة ومن يصف فتح مصر بأنه غزو واتخاذ التجديد كمكسب سريع ومدخل لهدم الدين". من ناحية أخرى، أكد وكيل الأزهر، خلال افتتاح دورة تجديد الخطاب الدينى الثانية للوعاظ والخطباء المنعقدة بالجامع الأزهر، أن الإسلام يواجه حالة من التطاول والهجوم ممن لا يحسنون قراءة التراث وفهمه. وقال إن التجديد فى الإسلام لا يتوقف بل هو عملية دائمة مستمرة، مشيرا إلى اختلاف العلماء رحمة بالناس ومراعاة لاختلاف الأحوال والأزمان بحيث لا تجمد عند حكم واحد. وأضاف أنه يمكن أن يوجد أكثر من مجدد فى العصر الواحد، حيث اتسم عصر الصحابة بالتجديد، وأبرز مجدديه عمر بن الخطاب، واستحدثوا الخلافة التى تولاها أبو بكر، حيث إن الخليفة واحد وطريقة الاختيار مختلفة والغاية واحدة هي استقرار أحوال المسلمين. وأكد وكيل الأزهر أن "الدين خفف والنص القرآنى احتمل التخفيف والتجديد بالاجتهاد، ونحن نترك التيسير ونتشدد، حيث لا يحتاج التجديد إلى اتهام الأزهر بأنه غير قادر على التجديد، فمن يجدد ما لم يقم الأزهر بذلك؟". وتساءل: "هل التجديد يكون بحذف آيات الله على أنه فكر؟"، مؤكدا أنه فجر وليس فكرا، كما تساءل: "هل يجدد لنا من ينامون النهار ويسهرون الليل ويطالبون بحذف آيات الله؟". وشدد على أن الأزهر سوف يقطع كل يد تمتد إلى القرآن. وتساءل أيضا: "هل اقتطاع آيات الجهاد هو التجديد وترك الغزاة يدخلون مصر إن شاء الله آمنين، وأن نستقبلهم بالورود كما تطالب هذه الأصوات المنكرة؟"، مؤكدا أن "التجديد بهذا الشكل هدم لا دين بأن تأخذ نصف الآية وتترك بعضها، كمن قال لا تقربوا الصلاة ولا يكملها". واتهم من يعتبر بذلك ويتهم الأزهر بالدواعش بأنهم مخرفون وليسوا مجددين، مؤكدا أن من اتخذ آيات مقاتلة الكفار أخذها من سياقها لمواجهة الغزاة إلى مواجهة أشقاء الوطن. وقال إن "البعض يدفع ببعض الأمور كذبا على أن الأزهر يدرسها، وأن الأزهر يطالب كل الناس بحمل السلاح كما تفعل داعش دون اعتبار أن ذلك يكون فى سياق العدو على الوطن". وأضاف: "كل من لا يجد عملا يصف نفسه بأنه المفكر الفلانى، كمحام أو طبيب لا يجد قضايا أو مرضى فى عيادته فيتفرغ ويصف نفسه بأنه مجدد"، متسائلا: "هل هؤلاء يستطيعون التفرقة بين القواعد الشرعية ومعرفة معنى كلمة التنصيص على العلة والقياس وشروطه وعلله ومفاهيم المخالفة والموافقة والمؤول، فهؤلاء يدعون التجديد وينتهجون التخريب وفقط". وأشار وكيل الأزهر إلى أن "أول مجدد هو عمر بن عبد العزيز بعد أن دفعته بعض الأخطاء". وتابع: "العلماء اتفقوا على أن المجدد الثانى هو الإمام الشافعى، واختلفوا هل المجدد هو شخص واحد أم عدد، حتى انتهينا إلى الإمام محمد عبده والشيخ شلتوت فى العصور الحديثة". وأوضح أنه يوجد فريق بين التجديد والتبديد، مشيرا إلى أن الإسلام دين تجديد لا يتوقف ولم ينزل على الناس جملة واحدة، بحيث أن الإسلام قام على ركن واحد هو الشهادة لمدة تصل إلى نصف زمن الرسالة حتى اكتمل الإسلام، وهذا تجديد أن يكتمل الإسلام ركن فركن حتى اكتمل. وقال وكيل الأزهر إن من التجديد فى الإسلام تدرجه فى التشريع والأحكام والتنوع فيها حسب الأحوال حتى قضى على الخمر والربا والرق بالتدريج. وأضاف أن بعض المسلمين كانوا يشربون الخمر ولم يعاب عليهم حتى ذهبت عقولهم فى الصلاة إلى أن قضى عليها الإسلام تدريجيا من باب التجديد. ولفت إلى أن الأحكام نزلت ونسخت فى فترة تقل عن نصف قرن من باب التجديد، ورفض كتاب القرآن والسنة معا خوفا من الخلط حتى أتقن الناس الفرق، وبدأت الكتابة وتدوين السنة من باب التجديد ورفض زيارة القبور أولا لقرب عهدهم بالوثنية وتقديس الفائت ثم يحل زيارتها للاتعاظ بها من باب التجديد، حيث أقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) قاعدة التجديد بإقراره بالاجتهاد، وهو من التجديد لكونه يأتى بما لا يوجد فى كتاب الله والسنة النبوية. وشدد على أن الصحابة فهموا أن النص قد لا يؤخذ بظاهره، وأن تغير الأحوال يغير الحكم، مؤكدا أن اتخاذ السجون للحفاظ على المتهم حتى يحكم عليه من باب التجديد الذى اقترحه سيدنا عمر، وذلك فى العهد الأول فى الإسلام، مطالبا الدعاة بالعمل على التجديد.