* مخاوف من تفاقم الانهيار الأمني في تونس خلال المرحلة المقبلة * تشييع أول ضحايا المصادمات بيت الشرطة التونسية والمتظاهرين * إحراق مقرات الشرطة والمحتجون يرددون هتافات تنطوي على النظام * ارتفاع معدل البطالة بتونس إلى 15.4% وثلث العاطلين من خريجي الجامعات شيع مواطنون تونسيون بمحافظة جندوبة "شمال غرب"،جثمان أحد أفراد الأمن سفيان البوسليمي،الذي لقي مصرعه أمس الخميس جراء انقلاب السيّارة التي كانت تقلّه مع عدد من عناصر الأمن، أثناء تفريقهم لمتظاهرين في بلدة "فريانة" بمحافظة "القصرين" ، طبقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضو . وقالت "عبير البوسليمي"، شقيقة عنصر الأمن المشيع،إن شقيقها "مات شهيدًا، أثناء أداء واجبه المهني"،مضيفة أن المحتجين تسبّبوا ب"مقتل" شقيقها وانهالوا عليه بالضرب بعد انقلاب سيارته، بدلًا من مساعدته"، على حد تعبيرها. وأعلن بيان لوزارة الداخلية،عن وفاة "البوسليمي" (25 عامًا)،إثر مواجهات جرت في محافظة "القصرين"، دون أن تتحدث عن أسباب الوفاة. وكانت مدينة القصرين، شهدت احتقانًا شديدًا منذ الأحد الماضي، إثر وفاة شاب متأثرًا بإصابات نتجت عن صعق كهربائي، بعد تسلقه لأحد أعمدة الإنارة احتجاجًا على عدم ورود اسمه في قائمة كشوف المعينين بالوظائف، متهمًا مسؤولين بالولاية بالتلاعب بالقائمة. وأطلقت قوات الشرطة التونسية قنابل الغاز واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين أضرموا النار في مركز للشرطة وحاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في عدة بلدات اليوم الخميس في واحدة من اكبر الاحتجاجات منذ انتفاضة 2011. وتظاهر بضعة آلاف من الشبان،خارج مقر الحكومة المحلية في القصرين وهي بلدة فقيرة في وسط تونس بدأت فيها الاحتجاجات هذا الأسبوع بعد انتحار شاب عقب رفض منحه وظيفة حكومية فيما يبدو. وقتل شرطي واحد على الأقل في واحدة من اسوأ الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي وكانت شرارة البدء لانتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة. وفي حي الانطلاقة بالعاصمة تونس هاجم عشرات المحتجين مقرا صغيرا للشرطة واحرقوه قبل ان تلاحق قوات مكافحة الشغب المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات "لاخوف لا رعب .. الشارع ملك الشعب". وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وتفرقوا في الاحياء المجاورة. ووصول الاحتجاجات بشكل عنيف إلى العاصمة من شأنه زيادة إرباك السلطات التي تسعى لاحتواء موجة احتجاجات تهدد بانزلاق البلاد إلى اتون ازمة أمنية وسياسية. وأفادت وسائل إعلام رسمية وسكان محليون بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخرى هي جندوبة وباجة والصخيرة وسيدي بوزيد حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة. وشملت الاحتجاجات مدن دوز وصفاقس وسوسة والنفيضة والجريصة والدهماني ايضا. وقالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة شرطة بمدينة قبلي في جنوبتونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف بشمال غرب البلاد. وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت بعدما انتحر بائع متجول شاب في ديسمبر 2010 وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الأسبق بن علي على الفرار وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي. وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 بالمئة في عام 2015 مقارنة مع 12 بالمئة في 2010 بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس. وفي استجابة للاحتجاجات الأخيرة أعلن مكتب رئيس الوزراء الحبيب الصيد إنه سيعود للبلاد من زيارة لسويسرا حيث يحضر اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي ويعقد اجتماعا طارئا للحكومة. وقال الرئيس الباجي قائد السبسي أمس الأربعاء إن الحكومة ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين وتبدأ في تنفيذ مشروعات، وحضر مئات العاطلين اليوم الخميس للتقدم لوظائف لكن حدة التوتر ما زالت مرتفعة. وقال متظاهر يدعى محمد المديني لرويترز في القصرين "لا أعمل منذ 13 عاما وأنا فني مؤهل. لا نطلب مساعدات .. فقط حقنا في العمل." وردد المتظاهرون هتافات تقول "شغل.. حرية.. كرامة".