رغم تشديد الحراسات الأمنية على محطات تصدير الغاز لإسرائيل والأردن بعد تعرضها للتفجير ثمان مرات من قبل، فجر مسلحون مجهولون في الساعات الأولى من صباح الاثنين أنبوب الغاز بمنطقة "زارع" عند مدخل العريش الغربي، والواقع على بعد 4 كيلومترات عن الشارع الرئيسي، للمرة التاسعة على التوالي. وقال عبد الهادي الأزعر، شاهد عيان، ل"صدى البلد" إنه سمع دوي انفجارين متتاليين في أنبوب الغاز، وبعد ذلك شبت ألسنة النيران وارتفعت إلى أعلى من 80 مترًا. وهرعت سيارات الإسعاف وقوات الدفاع المدني إلى مكان التفجير، كما انتقل إلى مكان الانفجار اللواء عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، واللواء صالح المصري، مدير الأمن، واللواء مدحت صالح، رئيس مدينة العريش، واللواء جابر العربي، سكرتير عام المحافظة، إلى موقع الحادث. وأكد اللواء مدحت صالح ل"صدى البلد" إغلاق المحابس الرئيسية للغاز وإيقاف تدفق الغاز في الخط والسيطرة على الحريق الناشب عن الانفجار. وأضاف أن مسلحين ملثمين قاموا بوضع عدد ثلاثة عبوات ناسفة "tnt " أسفل خط الغاز، حيث يفصل بين العبوتين الأولى والثانية 40 مترًا، فيما تم وضع العبوة الثالثة على بعد 100 متر، مشيرًا إلى تفجر العبوتين الأولى والثانية فيما لم تنفجر الثالثة. وأشار إلى أن المسلحين قاموا بتفجير العبوات بعد هروبهم من مكان الحادث، باستخدام آلية التفجير عن بعد، وتم التحفظ على العبوة الثالثة لحين قدوم لجنة المفرقعات لفحصها والتعرف على الجناة، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم وجود إصابات لكون التفجير في منطقة صحراوية بعيدًا عن المناطق السكنية. وأوضح صالح صعوبة تأمين الخط في عرض الصحراء بعد أن اتجه المسلحون لتفجير الأنبوب بدلا من المحطات الأساسية عقب تشديد الإجراءات الأمنية وصعوبة الوصول إليها، مما يعني أن خط الغاز أصبح مهددًا من لحظة إلى أخرى بالتفجير في عرض الصحراء. ويعتبر هذا التفجير هو التاسع منذ قيام ثورة 25 يناير، والثاني على التوالي خلال ثلاثة أيام بعد تفجير الأنبوب بمنطقة "مزار" على بعد 60 كيلومترًا من العريش صباح الجمعة. وجاءت التفجيرات السابقة كالتالي "التفجير الأول عند طريق المطار جنوبالعريش بتاريخ 5-2، الانفجار الثاني بتاريخ 27-3 في منطقة السبيل، والثالث في نفس المنطقة بتاريخ 27-4، والرابع بقرية النجاح بالقرب من مدينة بئر العبد بتاريخ 5-7، والخامس محاولة تفجير المحطة الأساسية للتصدير بالشيخ زويد بتاريخ 12-7، والسادس بتاريخ 27-9 بمنطقة الميدان بالقرب من العريش، والسابع بمنطقة "مزار" الصحراوية على بعد 60 كيلومترًا من العريش بتاريخ 10-11، والثامن بنفس المنطقة بتاريخ 25-11، والتاسع بتاريخ اليوم الموافق 28-11. وفي سياق متصل، قامت قوات الأمن من الجيش والشرطة في الكمائن القريبة من التفجير بإغلاق الطرق وتفتيش جميع السيارات بشكل كامل ودقيق، في محاولة منهم لملاحقة الجناة. يذكر أن قوات الأمن بشمال سيناء قامت خلال حملات أمنية مكثفة "نسر" على مدار الشهر الحالي، باعتقال بعض من اتهمتم بالتورط في عمليات تفجير الغاز، ولكن ذلك لم يثن الجناة عن تفجير خط الغاز لمرتين متتاليتين.