كانت مفاجأة عندما شاهدت الإعلان الضخم الذي يبشر أهالي شبرا الخيمة بافتتاح فرع جديد لكنتاكي في شبرا الخيمة. سبب المفاجأة ليس أن شبرا الخيمة وأهلها لا يسمح مستواهم الاقتصادي بتناول هذه الوجبات ، فهذا غير صحيح ، فهم مثل كثير من المناطق في مصر، فيها كل الدرجات الاجتماعية.بل ولأنها منطقة صناعية فتجد فيها مليونيرات. إذن ما سبب المفاجأة ؟ ان هذه المنتجات لم تكن جزءاً من الثقافة السائدة في هذه المنطقة التي عشت طفولتي وشبابي فيها. فمعظم من يعيشون فيها عمال وحرفيون، ويمكنك القول إنهم من أصول ريفية سواءً من الوجه البحري أو من صعيد مصر. وبالتالي فالكنتاكي ليس جزءاً من طريقتهم في الطعام. ليس الكنتاكي وحده ولكن كثير من الوجبات، فما زلت أتذكر عندما كنت طفلاً كيف اندهشت عندما شاهدت وأكلت " المكرونة بالباشميل". وكيف اندهشت أكثر عندما شاهدت في بيت صحفي كبير -رحمه الله -اللبن المجفف " نيدو" ، فهذه المنتجات ومكوناتها لم تكن تبيعها محلات البقالة، فلم نكن نعرف السوبر ماركات وقتها. لكن الحقيقة أن اندهاشي غير مبرر فهناك جيل ثانٍ من أهل شبرا الخيمة مختلف عن جيل الآباء ، وهو الجيل الذي يمسك الموبايل ويتعامل مع الإنترنت وكل المنتجات الحداثية. هوالجيل الذي أشعل الثورة والتحم به قطاع كبير من المصريين. إذن فالدنيا تغيرت وكذلك شبرا الخيمة، ولكني ما زلت متمسكاً بصورة لم تعد موجودة إلا في ذاكرتي.