وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم المحادثات مع الجانب الصيني بالبنائة، وقال أنه يتفق مع ما صرح به نظيره الصينى بشأن القضايا التى تم تناولها والالتزامات التى تم الإعراب عنها. وأضاف "نحن مستعدون للمشاركة فى الحوار السورى- السورى فى جنيف بدون أى تدخل خارجى ووفدنا سيكون جاهزا للتوجه إلى هناك فور أن يتسلم قائمة بالأطراف الأخرى المشاركة من جانب المعارضة السورية، ونتمنى أن يكون هذا الحوار ناجحا ليساعدنا فى تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وهذه الحكومة ستقوم بتكوين لجنة دستورية لصياغة قانون جديد للانتخابات حتى يتم إجراء انتخابات برلمانية خلال 18 شهر تقريبا". وقال المعلم، إن سوريا تحاول بكل جهدها أن تكافح ضد الإرهاب، مشيرا إلى أنه طلب من "وانج" أن تسعى الصين بوصفها عضو دائم فى مجلس الأمن لحث المجلس على أن يعمل بجدية لتنفيذ قراراته تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب ولوقف أى تمويل للإرهاب أو القيام بتدريب أو تسليح الإرهابيين. وتابع : نحن نؤمن أن هزيمة ودحر الإرهاب تعتبر الوصفة الصحيحة التى ستقوم بإنجاح أى تسوية على الصعيد السياسي، مضيفا أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية فى جميع المجالات، متقدما بالشكر للصين للمساعدات الإنسانية الإضافية التى ستقدمها لسوريا. وقال "أنا متأكد من أن الصين ستلعب دورا حاسما سواء فى مكافحة الإرهاب أو فى عملية التوصل لتسوية سياسية". وقال وزير الخارجية الصينى وانج بى، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يزور الصين فى وقت مهم حيث وصلت الأوضاع فى سوريا إلى منعطف هام.. وقد عقدنا محادثات متعمقة تناولت سبل الدفع بتسوية سياسية للقضية السورية واتفقنا أنه علينا أن نظل على التزامنا بثلاثة مبادئ أساسية، أولا : أن نحافظ على الالتزام التام بالسعى لحل سياسى، وثانيا : أن يكون للشعب السورى حقه فى تقرير مصير ومستقبل بلاده بنفسه، وثالثا : أن تكون أى جهود مرتبطة بالعملية السلمية والتسوية فى إطار الأممالمتحدة. وأضاف أن الالتزام بهذه المبادئ يجب أن يكون تاما طوال الوقت.. فنحن نعتقد أن قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254 يجسد هذه المبادئ الثلاثة التى يدعمها جميع الدول الأعضاء بالمجلس كما نعتقد أن الجانب السورى أيضا يدعمها، مشددا على أن هذا القرار فى مصلحة سوريا.. وفى مصلحة الشعب السورى على المدى البعيد. وقال وانج إنه الآن ومع وجود توجه لدى المجتمع الدولى لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب فإن هناك فرصة جديدة وهامة متاحة لنجاح العملية السلمية السياسية فى سوريا، وقد أكد المعلم تماما خلال لقاءنا أن الحكومة السورية ملتزمة بكل حزم بمحاربة الإرهاب .. والصين ترحب بهذا الموقف السورى وتعتقد أن جميع الجهود ضد الإرهاب يجب أن تحترم ويتم دعمها. وبالنسبة لمحادثات السلام قال الوزير الصينى إن المعلم أعرب بكل وضوح عن استعداد الجانب السورى للمشاركة فيها بعد أن تقوم المعارضة بتقديم قائمة بأسماء من سيمثلوها فى تلك العملية. وأشار إلى أن الحكومة السورية مستعدة لإرسال وفد إلى جنيف لبدء الحوار والمفاوضات والصين تقدر هذه الخطوة الإيجابية من جانب الحكومة وتتمنى أن تتم عملية الحوار والمفاوضات بأسرع وقت ممكن وأن يتم المحافظة على استمرارها حتى تسفر عن تقدم فى الوضع. وقال وانج إنه تم تبادل الأراء حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما فيها وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات الإنسانية وإعادة البناء وتوصل الجانبين إلى توافق بشأن هذه الأمور. وأضاف قائلا : نحن نقدر ما أبدته الحكومة السورية من استعداد للهدنة وللتوسيع من نطاق وقف إطلاق النار فى ضوء ما يحدث من تطور مستقبلى فى الحوار الوطنى، موضحا أن سوريا أيضا أبدت استعدادها للتنسيق مع المجتمع الدولى بشأن المساعدات الإنسانية وعبرت عن تطلعها إلى أن يأخذ المجتمع الدولى خطى ملموسة بشأن موضوع إعادة البناء. وقال إن الصين كعضو دائم بمجلس الأمن ستستمر فى السعى للسلام ولتشجيع الحوار بروح الحيادية والموضوعية.. كما أنها ستحاول بقدر ما يمكن أن تقدم مساعدات إنسانية لسوريا. وأشار إلى أنه أبلغ خلال اللقاء نظيره السورى بأن الصين قررت أن تمد سوريا بمعونات إضافية بمبلغ 40 مليون يوان (6.18 مليون دولار) كما أنها ستستمر فى فعل كل ما بإمكانها لدعم سوريا فى جهودها لتحسين معيشة المواطنين، قائلا "سنتخذ خطوات لدفع التعاون الثنائى قدما وللتعامل مع القضايا الاقتصادية الملحة بالنسبة لسوريا".