امتدت جهود الإغاثة إلى ساعات الليل بعد انهيار طيني وتل ضخم من مخلفات البناء في مجمع صناعي بجنوبالصين مما أدى إلى دفن 33 منزلا وفقد 85 شخصا على الأقل اليوم الاثنين (21 ديسمبر كانون الأول) في أحدث كارثة صناعية في البلاد. واستمر عمال الإغاثة في البحث عن ناجين في الظلام وعلى ضوء كشافات في حين حفر المنقبون وسط الأنقاض. وذكرت بوابة إخبارية تابعة لسلطات مدينة شنتشن في جنوبالصين أن الموقع كان من المفترض أن يغلق في فبراير شباط لكن العاملين قالوا إن عمليات إلقاء الطين والمخلفات استمرت هناك. وأمر رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ بإجراء تحقيق رسمي في الكارثة التي وقعت أمس الأحد في شنتشن. وحطم الانهيار الطيني مباني متعددة الطوابق في مجمع هنغتايو الصناعي وأدى ارتطام بعضها ببعض إلى تصاعد الأتربة إلى عنان السماء. وأدى تكرار وقوع حوادث صناعية في الصين إلى إثارة تساؤلات بشأن معايير السلامة بعد 30 عاما من النمو الاقتصادي. ومنذ أكثر من عام حذرت صحيفة مملوكة للدولة من أن مدينة مزدهرة في جنوبالصين لا تجد مكانا لمخلفات البناء نتيجة لوتيرة البناء المتسارعة. وإلى جانب طفرة البناء في شنتشن تمد السلطات في المدينة شبكة قطارات أنفاق وتحفر مناطق واسعة لالقاء مخلفات البناء. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ليو تشينغ شنغ نائب رئيس بلدية شنتشن قوله للصحفيين إن الطين غطى منطقة مساحتها 380 ألف متر مربع وبلغ ارتفاعه في بعض المناطق عشرة أمتار. وألقت وزارة الأراضي المسؤولية على تل من مخلفات البناء في المنطقة. وذكرت الوكالة إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أمر السلطات المحلية ببذل ما يمكن لتقليل عدد الضحايا إلى أدنى حد ومعالجة الجرحى ومواساة أفراد العائلات. وقالت إن رئيس الوزراء لي أمر مسؤولي الحكومة المركزية بمساعدة سلطات شنتشن في عمليات الإنقاذ. وأرسل مجلس الوزراء الصيني مجموعة للمساعدة في تنسيق جهود الإغاثة شملت أكثر من 500 رجل إطفاء و30 من الكلاب المدربة على الإنقاذ. وقالت شينخوا إن مئات من رجال الإنقاذ بحثوا بين الأنقاض عن أي ناجين. وكان 14 مصنعا و13 مبنى منخفض الارتفاع وثلاثة مهاجع من بين المباني التي سُويت بالأرض. وقالت شينخوا إنه تم إنقاذ 14 شخصا كما تم نقل أكثر من 900 شخص من المكان بحلول مساء الأحد. وقال التلفزيون الرسمي إن 85 شخصا فقدوا بينهم 59 رجلا و32 امرأة.