قال مصدر بوزارة الموارد المائية والري إن الوزارة سوف تتسلم اليوم عددا من القطع والتحف الفنية السودانية؛ وذلك لعرضها بمتحف النيل الحديث الإنشاء والتابع الوزارة بأسوان بحضور وفد سوداني ووفد من الوزارة فى السادسة مساء اليوم فى أسوان. يذكر أن متحف النيل الخاص بوزارة الرى الجديد بأسوان افتتح في شهر نوفمبر الماضي، بهدف تحقيق التواصل والتقارب وتوطيد العلاقات والروابط بين مصر وأشقائها الأفارقة من خلال تخصيص قاعات داخل المتحف لعرض لوحات وصور تعبر عن حضارات وثقافات وفنون دول حوض النيل وأفريقيا. وأكد وزير الري أن المتحف سيجمع كل الوثائق والأفلام القديمة التى تروى قصة كفاح بناء السد العالى مع الشعب المصرى، والذى ساهم فى استصلاح 3 ملايين فدان وإنتاج 10 مليارات كيلو وات من الطاقة فى الساعة، بالإضافة إلى ضم مجموعة كبيرة من المقتنيات التي تصور رحلة جريان نهر النيل بداية من مولده من أسفل هضبة أثيوبيا وحتي نهايته عند المصب في البحر المتوسط. وقال إن تكلفة مشروع إنشاء المتحف بلغت نحو 82 مليون جنيه، حيث بدأ العمل بالمتحف في يونيو 2004 على مساحة 146 ألف متر مربع، وجار التنسيق مع وزارة الثقافة للحصول علي التراخيص اللازمة لنقل المقتنيات من مخازن الوزارة للمتحف، بالإضافة للتنسيق مع وزارة الخارجية وكافة الجهات المعنية من أجل تزويد المتحف ببعض المقتنيات الفنية التي تمتاز بها الدول الإفريقية، حيث بلغ عدد المقتنيات التي وصلت بالفعل إلي المتحف 250 قطعة فنية مختلفة. وأوضح أن متحف النيل يضم وثائق تاريخية نادرة وأفلاما تسجيلية تؤرخ لمراحل إنشاء خزان أسوان منذ عام 1898 وإنشاء السد العالي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بجانب الأدوات التى استخدمها المهندسون في عملية بناء هذين الصرحين الكبيرين، بالإضافة إلى لوحة تذكارية من الرخام تضم أسماء الشهداء من مهندسين وفنيين وعمال الذين شاركوا في ملحمة بنائهما، وكذا لوحات وصور توضح تطور أعمال الرى وأدواته منذ عصر والى مصر محمد على وحتى الآن، علاوة على خرائط وتصميمات لكافة منشآت وزارة الرى بداية من القناطر الخيرية وحتى المحطة العملاقة للرى بتوشكى ومرورًا بالسد العالى. من جانبه ، قال محافظ أسوان مصطفى يسرى إنه سيتم التنسيق مع وزارة السياحة لإدراج المتحف علي الخريطة السياحية باعتباره من أهم المزارات السياحية التي سوف تتميز بها أسوان والذى لا يقل في أهميته التاريخية عن أي متحف آخر. وأشار إلى أن المحافظة قدمت أوجه الدعم للحفاظ على هذا المتحف الكبير حيث تم توفير 5 عمال و2 مشرفين للقيام بأعمال التهذيب والعناية بالمسطح الأخضر حول المتحف، بخلاف تخصيص مساحة 80 ألف متر مربع قدمتها محافظة أسوان من قبل لإنشاء المتحف لكى يصبح من أهم معالم أسوان السياحية والذى سوف يساهم بدوره فى تنشيط حركة السياحة بالمحافظة. وفي نفس السياق، أكد المهندس هشام عبد العال مدير عام الري بأسوان أن المتحف تم إنشاؤه على الطراز النوبي والسوداني، وهو مكون من ثلاثة أدوار يطل كل منها على منظر ساحر لخزان أسوان حيث صممت واجهته وبواباته من جرانيت أسوان الوردى، ونقش عليها باللغة الفرعونية القديمة (مصر هبة النيل). وأوضح أن المتحف يضم قاعتين للعرض وقاعتين للمؤتمرات ومكتب لوزير الري ومكتبة وقاعة لكبار الزوار وقاعة سينما ومكاتب إدارية، بالإضافة إلى غرفة تحكم لمراقبة كل ما يدور داخل وخارج المتحف من خلال تزويد المتحف ب16 كاميرا للمراقبة في أماكن متفرقة فيه، بجانب موقع عام يشمل منطقة مجرى العيون ومسطحات خضراء، مؤكداً أن المتحف سوف تخصص فيه قاعة تشرح بالتفصيل مشروع المليون فدان التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوضح أسلوب الري فيها وذلك بعد الانتهاء من زراعتها.