حثنا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مراقبة الله تعالى دائما فى أفعالنا وأقوالنا ونستحضر وجوده تعالى فى حياتنا حتى نستطيع الفوز برضا الله فى الدنيا وجنته فى الآخرة، ومن الأحاديث النبوية الشريف التى حثتنا على ذلك، ما ورد عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. قال الإمام النووى -رحمه الله- فى كتابه شرح الأربعين النووية، إن معنى قول سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت»، أى إذا أردت فعل شىء فإن كان مما لا يستحى من فعله سواء أكان من الله أو من الناس فافعله وإلا فلا. وأضاف النووى فى شرحه للحديث، أن العلماء ذهبوا إلى أن هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله، ولهذا يكون أمر الرسول بالإباحة لأن الفعل إذا لم يكن منهيا عنه شرعا كان مباحا. وأوضح الإمام أن بعض المحدثون ذهبوا فى شرح هذا الحديث أن المراد من معناه بأن الإنسان إذا كان لايستحى من الله تعالى ولا يراقبه فاليعطى نفسه ما تريد وليفعل ما يشاءه، فيكون الأمر هنا على سبيل التهديد لا للإباحة، ويكون هذا الحديث مثل قوله تعالى: « اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ».