مقرب من حزب الله وصديق طفولة لبشار الأسد، وقبله لأخيه باسل، قد ينتخبونه الأربعاء المقبل رئيساً للبنان الذي فشل نوابه 32 مرة بانتخاب خليفة للمنتهية ولايته ميشال سليمان، وأبقوا البلاد 18 شهرا بلا رئيس، حتى أصبحوا يتحدثون عن سليمان فرنجية كمرشح تسوية وذلك وفقاً لما نشره موقع "العربية". والدته مصرية وحماته عراقية، وزوجته المتمتعة بجمال محسود، عاشت طفولتها ومعظم شبابها في أستراليا، الحاملة جنسيتها. أما هو، فعاش منذ الصغر يتيم الأبوين، لا أخت له في الدنيا ولا أخ، لأن عائلته بكاملها قضت عند الفجر في مقتلة هستيرية الطراز ودموية، حين كان فتى عمره 13 سنة. والداه وأخته الوحيدة، ومعهم 29 آخرون من أهالي بلدة إهدن في الشمال اللبناني، قتلوا بالرصاص والسكاكين والحراب في المجزرة التي لم تنقذه منها إلا مشيئة الله، وفق ما قرأت "العربية.نت" في المهم من أرشيفها، المتضمن أنه لم يكن في البيت يوم حدثت قبل 37 سنة، بل كان عند جده، النائب مرتين والوزير 7 مرات، والرئيس الذي انتخبوه للمنصب في 1970 بفارق صوت نيابي واحد، لتندلع قبل عام من نهاية ولايته في 1976 حرب أهلية انتهت في 1990 قبل عامين من وفاته بعمر 82 سنة، فورث حفيده زعامته، كما ورث اسمه سليمان حين ولد قبل 50 عاما. سليمان فرنجية الذي قد يصبح هذا الأربعاء الرئيس الثالث عشر للبنان بعد الاستقلال، لم يمارس أي عمل آخر غير النيابة التي أدخلته إلى البرلمان اللبناني نائبا عن قضاء زغرتا في 1991 لأول مرة، إضافة إلى منصب وزير للإسكان بعد عامين في حكومة الرئيس الراحل رشيد الصلح. وقبل النيابة بعام قام بتوحيد "ميليشيا المردة" بعد تنحية عمه روبير فرنجية عن القيادة، ثم أصبحت "الميليشيا" تيارا سياسيا يقوده منذ ذلك الوقت. أما الهوايات فكثيرة، منها الصيد والغطس والتصوير، مع ميل كبير لحماية البيئة، حمله قبل 2008 على غرس أكثر من 600 ألف شجرة بين بلدتي زغرتا وإهدن في الشمال اللبناني. وسمى ابنه الثاني باسم باسل الأسد، قبل الصداقة مع بشار الأسد، كان فرنجية صديقا كبيرا لشقيقه باسل، القتيل بتدهور سيارة كان يقودها في منتصف 1994 على طريق مطار دمشق، وهي صداقة امتدت من الجد الذي كان يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهناك كان الحفيد يقوم برحلات صيد مشتركة أيضا مع الابن البكر للرئيس السوري. وتطورت الصداقة إلى درجة أطلق فرنجية اسم باسل في 1992 على صغير ابنين أنجبتهما له من تزوجها في 1983 حين كان عمره 18 سنة، وهي ماريان سركيس التي انفصل عنها في 2003 بطلاق، تلاه زواجه بعد أسبوع من المذيعة التلفزيونية ريما قرقفي، الأم منه الآن لابنة وحيدة، عمرها 8 سنوات واسمها فيرا، على اسم والدته القتيلة في المجزرة. أما ابنه البكر من زوجته الأولى التي يصعب العثور على صورة لها، مع أننا بعصر التكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين، فأبصر النور في 1987 وسماه على اسم أبيه، طوني فرنجية، النائب والوزير الذي قتلوه طعنا برمح بندقية في منزله بالمجزرة التي قتلوا فيها زوجته، وكانت مصرية اسمها فيرا قرداحي، ومعهما قتلوا ابنتهما الوحيدة جيهان، وكان عمرها أقل من 3 سنوات، ومنذ تلك الفاجعة عاش سليمان فرنجية دائما في بيت ليس بيته، وبلا عائلة، بل عند جده وأحيانا ببيت عمه، في يتم كامل تماما. وعند الفجر قتلوا كل عائلته في البيت، أبوه القتيل طوني فرنجية، انتخبوه في 1970 نائبا لأول مرة، وبعدها وزيرا في 1973 للبرق والبريد في 3 حكومات متعاقبة، وهو المؤسس في 1969 لما سماه "ميليشيا المردة" التي قادها منذ 1975 في معارك بداية الحرب الأهلية اللبنانية، متحالفاً مع "الجبهة اللبنانية" ضد "الحركة الوطنية اللبنانية" المدعومة ذلك الوقت من الفلسطينيين، لكن خلافاً بينه وبين قوى رئيسية في "الجبهة" حمله على الانفصال عنها، فوقعت مناوشات بين الطرفين، انتهت بمقتله حين كان عمره 37 سنة في "مجزرة إهدن" الشهيرة. كل شيء حدث في الرابعة و40 دقيقة فجر 13 يونيو 1978 حين كان سليمان الصغير في منزل جدّه بمدينة جونية، القريبة 20 كيلومترا من بيروت. أما في منزل العائلة ببلدة إهدن البعيدة في الشمال اللبناني 110 كيلومترات عن العاصمة، فكان ذلك الفجر الحار مختلفا تماما. فيه قام عناصر، قيل إنهم كانوا بقيادة سمير جعجع من "القوات اللبنانيّة" ذلك الوقت، بقتل 29 زغرتاوياً من أنصار أبيه طوني فرنجية، ثم اقتحموا عليه بيته وقتلوه فيه مع زوجته وابنته الصغيرة.