انتقد المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع في لبنان اليوم، الأربعاء، توصية مجلس وزراء الخارجية العرب بوقف بث القنوات الفضائية السورية واعتبره قرارا سياسيا يتعرض لحرية الإعلام وحرية التعبير عن الرأي وسابقة خطيرة تهدد الإعلام العربي بأسره. وذكر المجلس في بيان له أن شركتي "عرب سات" و"نايل سات" بكونهما شركتي خدمات للبث وشريكتين في العملية الإعلامية وأن الاستجابة للطلبات السياسية تخرجهما عن حيادية ومهنية دورهما العملي والتجاري في البث الفضائي لتتحولا إلى جهاز سياسي لقمع الحريات ولتوجيه الإعلام وترهيبه وإخضاعه لتوجهات ومواقف سياسية مسبقة. وتساءل: "كيف يجمع مدبرو هذا القرار الذي يراد منه تغليب الصوت الواحد والرأي الواحد والصورة الواحدة حول الوضع السوري وبين ادعائهم بتبني شعارات الحرية والديمقراطية وهى الوصفات التي تخالف الكثير من الوقائع والمعطيات الإعلامية في بلدان عربية تتصدر حكوماتها مركز القرار في الجامعة؟". واعتبر أن هذا التوجه الإلغائي للتعدد الإعلامي والسياسي بدأ بطلب من الجهات الأجنبية التي كانت خلف وثيقة وزراء الإعلام العرب الصادرة في العام 2008 التي سبق للمجلس أن رفضها واعتبرها غير شرعية ونبه بعد صدورها من وجود نوايا مبيتة ضد الإعلام التحرري والمقاوم في المنطقة، معتبرا التضييقات على منابر إعلامية عربية في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بطلب إسرائيلي نقطة انطلاق لهذه الحملة. واستنكر كل العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد وسائل الإعلام العربية اللبنانية والفلسطينية والسورية مؤخرا وجميعها كانت تلبية لطلبات مجموعات الضغط الصهيونية، مجددا التحذير من أي مس بحرية الإعلام العربي، خصوصا أن مجلس وزراء الخارجية ينصب نفسه وصيا على الإعلام ويتجاوز جميع الأصول والأعراف العالمية المعتمدة في تنظيم الإعلام، حيث لا وجود لمرجعية عربية إعلامية مستقلة ولا وجود لمحكمة أو جهة مستقلة للمراجعة والطعن في قرارات وقف البث. وتساءل عن موقف الإعلاميين العرب والمنظمات المهنية الإعلامية العربية وعن موقف الحقوقيين العرب ومنظماتهم من هذه السابقة الخطيرة. ودعا أنصار حرية الرأي والتعبير في لبنان والبلاد العربية إلى التصدي للقرار الذي يمثل سابقة خطيرة ضد حرية الإعلام وضد التعدد السياسي والإعلامي وتعسفا يخالف كل الأعراف المهنية والتقاليد الديمقراطية وبداية لحملة يراد منها فرض طغيان اللون الواحد في الفضاء العربي وأخطر ما فيها الاعتداء على حق المشاهدين العرب في الاطلاع على مختلف الآراء والمواقف والاخبار من زوايا متعددة وتعقيم العقول العربية بتعليبها ضمن الرؤية الأحادية والرأي الواحد الذي يراد فرض سيطرته بالقوة بعدما قيل إن التحولات العربية اجتاحت مثل هذه المفاهيم، وفتحت أبواب التعددية الإعلامية والسياسية.