عاد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزى إلى باريس فى ختام زيارة استمرت أسبوعين للمغرب بعد تسليم السلطة للرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند منتصف الشهر الماضى. وقالت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية اليوم الأحد أن ساركوزى يعود إلى البلاد بعد أن قضى فترة راحة لأسبوعين بالمملكة المغربية ولكن مستقبله السياسي يبدو غامضا حتى الآن. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الفرنسي باسكال بيرينو قوله " في الجمهورية الخامسة الفرنسية هناك اثنان من السيناريوهات للرؤساء السابقين بمجرد أن يغادروا المكتب الرئاسى: فإما أن يختار الرئيس التقاعد كما كان الحال بالنسبة للجنرال شارل ديجول، والرئيس الأسبق جاك شيراك، ، وفرانسو ميتران الذين خرجوا جميعا من الحياة السياسية..أما النموذج الآخر فهو فاليري جيسكار ديستان الذى عاد بعد فترة وجيزة من انسحابه من الحياة السياسية إلى السياسة المحلية". واستبعد المحلل أن يلجأ ساركوزى إلى السيناريو الأول نظرا لصغر سنه (57 عاما) وطابعه وكذلك لن يكتفى بالسياسة المحلية والمثول أمام الناخبين في منطقة "أو دو سين". واعرب عن اعتقاده بأن ساركوزى "يمكنه اللجوء إلى طريقة مختلفة، الأولى في فرنسا، وهو النموذج الأنجلوسكسوني على غرار الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير والألمانى جرهارد شرودر" والذى يعتمد على عدم التراجع عن الحياة السياسية ولا يلجأ أيضا إلى السياسة المحلية ولكن التركيز على السياسة ذات البعد الدولي. وقال إن رغبة ساركوزي في العمل في المجلس الدستورى أعلى سلطة دستورية فى البلاد تدل على حرصه على عدم الانسحاب كليا من الحياة السياسية واحتلال مراكز ذات بعد رمزي للغاية. وحول كيفية لعب ساركوزى دورا على الساحة السياسية الدولية، أكد المحلل السياسي أن الرئيس السابق يمكنه أن يستفيد فى هذا الأمر من تجربته والممارسة الفعالة للقيادة الدولية والإدلاء برأيه على سبيل المثال فى الأزمة السورية وتأثيرها فى التوازن في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب الدولي، وفي موضوع أفغانستان أو تحديات الأزمة اليونانية والتطورات المستقبلية للإدارة الأوروبية.