ذكرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية اليوم أنه منذ شهر تقريبا صعدت الولاياتالمتحدة هجماتها ضد مصادر تمويل تنظيم "داعش" الإرهابي موسعة من حملتها العسكرية ضد حقول النفط الخاضعة لسيطرته. وقالت المجلة إن صناعة النفط التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر ب " الركيزة الأساسية للبنية التحتية المالية" لداعش ظلت صامدة على نحو محبط إمام القصف الأمريكي حيث اعترف المتحدث باسم البنتاجون أنه في كثير من الحالات يتم إصلاح الاضرار الناجمة عن القصف في غضون أيام. وقالت المجلة إنه حتى إذا وجهت الغارات لتدمير المنشآت النفطية التابعة لداعش وليس مجرد الحاق الضرر بها فستكون الولاياتالمتحدة بذلك هدمت ركيزة اقتصادية ضرورية واحدة تاركة مصادر أخرى لتمويل هذا الكيان الإرهابي يصعب القضاء عليها. وأضافت المجلة تقول إن النفط يعتبر مغريا لداعش حيث يجلب لها نحو نصف مليار دولار سنويا وفقا لمسؤولين في وزارة الخزانة الامريكية لكن محللين وجدوا أن سرقة البنوك والابتزاز و الضرائب تمثل النسبة الأكبر من العوائد التي يحصل عليها التنظيم. وقالت المجلة إن العوائد الإجمالية لداعش من الصعوبة بمكان تحديدها على نحو مؤكد ، فوفقا لإحصاءات لوزارة الخزانة الأمريكية في مايو 2015 ولد التنظيم أرباحا بلغت 2ر1 مليار دولار في عام 2014 لكن ذلك كان مبنيا على عوائد نفطية تراجعت الان.. وقد أعلن التنظيم الارهابي في وقت سابق من هذا العام عن ميزانية قدرها ملياري دولار على الرغم من أن هذا الرقم يبدو مبالغا فيه. وقال دانييل جلاسر وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون تمويل الإرهاب في مايو "هم ينتزعون الأموال ويتغصبونها مثلما تفعل أي عصابة مافيا .. هم يعملون في أراض محددة وإن أرادت شركات أو أفراد مواصلة العمل في سلام يجب عليهم دفع ضريبة محددة "... ووفقا لنيويورك تايمز بلغت حصيلة هذه الأموال المجمعة بالابتزاز في عام 2014 نحو 600 مليون دولار. وقالت المجلة إنه يمكن القول إن اقل الموارد لهذا التنظيم الإهابي هي الراضي الخصبة الخاضعة لسيطرته فقبل تشغيل محرك جرار واحد حصل التنظيم على نحو 200 مليون دولار من القمح من الصوامع العراقية وحدها. وإلى جانب المحاصيل المحصودة بالفعل فإن مساحة الاراضي الزراعية التي يسيطر عليها التنظيم في أراضي دجلة والفرات أنتجت تاريخيا نحو نصف محاصيل القمح السنوية في سوريا ونحو ثلث إنتاج العراق وفقا لمسؤولين في مجال الزراعة في الأممالمتحدة وخبير اقتصادي سوري. وهذه الحقول كفيلة بجلب 200 مليون دولار سنويا إن تم بيع هذه الحبوب وإن كان ذلك في السوق السوداء. والسؤال الذي وجهته المجلة هنا .. كيف تقوم بغارة على حقول زراعية. ؟ وقالت المجلة إن المشكلة تكمن في أنه من الصعوبة أن تزعزع النظام المالي لكيان ما ليس مرتبطا أساسا بالعالم الخارجي وقد أدركت الولاياتالمتحدة هذا من خلال تعاملها مع القضية الكورية الشمالية فليس هناك اصول لداعش في البنوك الاجنبية يمكن تجميدها وليس هناك تجارة خارجية أيضا يمكن منعها. ويرى أيمن جواد التميمي من منتدى الشرق الأوسط إن هناك إجماع الآن على أن داعش لا تعتمد على ممولين أجانب بأي شكل من الأشكال ولهذا فليس واضحا ما الذي يمكن أن يفعله إجراء ضد الممولين الخليجيين الذين يعملون خلف الكواليس. وتقول فاليري مارسيل الباحثة في مجال الطاقة " بمجرد أن يوسعوا الأراضي تحت إمرتهم فستزداد قدرتهم على فرض الضرائب والنهب وعوائد النفط كذلك ستزداد " . وفي الختام قالت المجلة إن المحصلة هي مشكلة يصعب على الولاياتالمتحدة وحلفائها التنبؤ بما سيحدث فيها .. فهم ربما يكونون في حاجة إلى تضييق الخناق على مصادر تمويل داعش ليتمكنوا من طرد هذا التنظيم من أراضيه ولكنهم في حاجة إلى طرده من أراضيه ليحققوا هذا الهدف.