أكد الدكتور سيد فليفل أستاذ التاريخ وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية الأسبق، خبير العلاقات الإفريقية، والمستشار السابق لرئيس مجلس الوزراء، أن الاستقلال الافريقي لن يتحقق إلا بالوحدة الإفريقية، وان الاستقرار المصري مرتبط باستقرار القارة السمراء. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها اليوم بعنوان " الروابط التاريخية بين دول حوض النيل" ، ضمن فعاليات الملتقى الثالث لشباب دول حوض النيل تحت شعار "النيل.. شريان الحياة" الذى تنفذه وزارة الشباب والرياضة من خلال الادارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية وبالتنسيق مع مكتب الشباب الافريقى بالوزارة، خلال الفترة من (9-16) نوفمبر الجاري، بالمدينة الشبابية بأبي قير بالاسكندرية. وأضاف فليفل أن التاريخ الإفريقي تأثر بالاستعمار الأوروبي علي كافة العصور، مؤكداً أن القارة الإفريقية هي أصل الحضارة في بلاد اليونان، مبيناً أن تلك الحضارة نشأت في دول حوض النيل وحول بحيرة تشاد، معرباً عن استياءه من تصنيف الدول الافريقية بأنها دول العالم الثالث. وتطرق الدكتور سيد فليفل خلال كلمته إلى اهمية النيل بالنسبة لجمهورية مصر العربية إنطلاقاً من مقولة "مصر هبة النيل"، مبيناً أن النيل هو الذي صنع الحياة في مصر، وهو الذي رسم الخريطة داخل محافظات مصر. وأشار عميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية إلى أن مصر هي الدرع الذي تلقي ضربات عدة من الاوربيين، وأن الشعب المصري من أكثر الشعوب التي عرفت الاحتلال وأكثرها مقاومةً وعودةً إلى الاستقلال. وأشاد بالدور الذي قام به الأزهر الشريف في نشر الدين الإسلامي بمبادئه السمحة داخل القارة الإفريقية، كما أشاد بدور الكنيسة المصرية في تصدير المسيحية لدول حوض النيل. وشدد المستشار السابق لرئيس مجلس الوزراء، علي أن تكون هناك شراكة حقيقية بين دول حوض النيل علي الأصعدة كافة ، وفي شتي المجالات، مستشهداً بسعي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طوال فترة رئاسته لتوحيد دول حوض النيل تحت راية واحده. دعا الدكتور سيد فليفل الوفد السوداني ضرورة ترتيب زيارة للوفود الإفريقية إلي بلادهم للتأكيد علي عمق الروابط، وتشابه الحضارة بين الشعب المصري والسوداني، مشيراً إلي أن الأقصر بمعابدها تحمل ملامح الحضارة الإفريقية.