قرأت بدهشة بالغة ما تناولته وسائل الإعلام ( آخرها "سقطة حمزاوى" مقال للكاتب الصحفي أحمد سالم ) من مقولة غريبة للكاتب السياسي الكبير/د.عمرو حمزاوي وسر غرابتها أنها قد تخرج ممن يخرجون هذه الأيام مخرجات كثيرة ، وقد يكون لهم عذرهم فكل منا له مرحلة لا يستطيع أن يمسك نفسه في مواقف معينة ، وهناك من لا يستطيع أن يمسك لسانه عن الحق مهما كان الثمن وهم قليل ، وكثير يرددون نصف ما يسمعون فالحياة عندهم دائماً أنصاف بفتح الهمزة و لا يدركون ما يقولون ، ويرددون بغير فهم لأي فكرة حتى لو خطأ . فالوعي لديهم بحاجة للتكوين ، فلهم كامل الاحترام والأعذار ، ومسئوليتهم في رقاب أهل الفكر والرأي . أما كبار الفكر والسياسة مثل الدكتور/عمرو حمزاوي الذي يذّكرنا اسمه بصفات الأسد وخصاله من وضوح الفكر وشجاعة المواقف وما تعنيه تلك الصفات هذه الأيام التي تعذّر فيها الوضوح والإخلاص الوطني والفكري ،وانتشر الخداع الفكري والنفاق السياسي ،والتحكم بآراء العامة وتوجيه المواطن المصري الذي يثق في ساسة للأسف يخونون ثقته و كل ما يراه ويتلقاه منهم ، ولا يدرك أنه بالنسبة لهم مجرّد وعاء ناقلاً لهلام من الأفكار ، بل مدافعاً عنه بسرعة رهيبة ، حتى قبل أن يفهم ، ولا يدرك ذلك . " قالها جوبلز من قبل اعطنى اعلاماً بلا ضمير اعطك شعباً بلا وعى" ويتم ذلك باستخدام الوسائل الكثيرة التي لا تخفى على أهل العلم والاختصاص مستخدمين وسائل الإعلام وسحرها الأخّاذ . لكن لا أدرى ؟ أين ؟؟ وكيف ؟؟ ومتى ؟؟ سمع دكتور حمزاوى ما صرّح به لوسائل الإعلام بأنه من الممكن للمرشح الحاصل علي أعلى نسبة تصويت أن يتنازل عن أصواته بعد ظهور النتيجة ، ودخول مرحلة الإعادة . لا أدرى هل قال د حمزاوى ذلك فعلاً ؟؟ على أى شئ استند إلي تلك الفكرة غير الصائبة وليس خلفها إلا البلبلة ؟ أى قانون عوّل عليه وأطلق تلك الافتكاسه على حد تعبير بعض الشباب ، لكن ليس فى مثل هذه الأوقات وهذه الأمور تكون الافتكاسات. فلم نسمع عنها فى قانون ، ولا عرف ، فضلاً عن أنها لا تتفق مع قانون ولا دستور ولم نسمع عنها من قبل في أي زمان ولا مكان ؟ وأنا أدعوه ومعي كل القراء لأن يخرج علينا بالأسباب التي أدت لذلك ؟ ما هي المبررات القانونية ؟ فهو الضليع بالعمل السياسي ، وله باع طويل في هذا المعترك . و الأهم هو بأي حق يصادر رأى كل هذه الجموع الوطنية التي انتخبت د مرسي ؟ فحصل علي أعلى الأصوات . فمن الذي يسوّل لنفسه ويدعي أنه يملك حق هذا التنازل ، يا دكتور كنا نصف من يغير صفته الانتخابية بعد النجاح بأنه لم يحترم مرشحه وقام بخداعه ؟ من المسئول عن الخطأ في حق هؤلاء المنتخبين الذين نصادر علي رأيهم ولم نحترمه ؟ من يتحمل نتيجة البلبلة وما قد يتبعها من ردود أفعال ؟ هل تكون القدوة بتعليم الأجيال مصادرة رأى الأغلبية طالما اختلفنا معه ؟ أنتظر إجاباتك يا دكتور حمزاوى . والسؤال الأخير ماذا نسمي ذلك ؟ طبعاً هذا ليس موجود في أىّ كتاب من كتب الليبرالية التي أنتمي إليها أنا شخصياً لكني صدمت مثل كثيرين . تحية غالية للأستاذ بلال فضل ، والأستاذ عبد الحليم قنديل وكل الوطنيين حرّاس الثورة الشرفاء ممن قالوا " الإختلاف الأيدلوجى يسهل التعامل معه أما اختلاف الدم ، لا يمكن المساومة عليه " المجد للشهداء . [email protected] [email protected]