أعربت الصين ، اليوم السبت ، عن امتعاضها الشديد من زيارة ثلاثة من الوزراء اليابانيين لضريح ياسوكوني المثير للجدل في يوم الاحتفال باستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينج - في تصريح صحفي لها بشأن تلك الزيارة - إن هذا الضريح هو رمز للعدوان والحرب التي شنتها اليابان ضد جيرانها الذين قامت بغزوهم ، مضيفة : لهذا فإن الصين تعتبر زيارة الوزراء لذلك المكان الذي يكرم الدرجة الأولى من المجرمين المدانين خلال الحرب العالمية الثانية ، محاولة طمس الحقائق بشأن الغزو الياباني وتجسيد للموقف الخاطئ الذي تصر اليابان على تبنيه إزاء التاريخ. وكانت هوا قد حثت اليابان أمس على تقديم اعتذار "صادق ومن القلب" عن ماضيها العدواني والاستعماري خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، وذلك في تعليق لها على بيان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي أدلى به بمناسبة الذكرى ال70 لانتهاء الحرب. وقالت هوا إن على اليابان أن تثبت إحساسها بالمسئولية عما ارتكبته من عدوان ، وما تسببت به من معاناة وآلام لجيرانها من الصينيين ومن الدول الآسيوية الأخرى ، وأن تبرهن لهم على أنها تركت الحروب والعدوان إلى غير رجعة. وأشارت إلى أنه ينبغي على اليابان كذلك أن تعي أنه فقط من خلال تبنيها لوجهة النظر السليمة وللمواقف الصحيحة إزاء الماضي وتوقفها عن محاولات التنصل منه تستطيع أن تضع الأسس الصحيحة والثابتة لعلاقات مستقبلية أفضل مع الجميع. وأكدت هوا أن السبب وراء إصرار الصين المستمر على حث الجميع لعدم نسيان الماضي هو إيمانها بأهمية التأمل في التاريخ والتعلم من دروسه لبناء مستقبل أفضل للبشرية. وقالت إن القضايا التاريخية لا تتعلق فقط بالسياسة ، ولكنها تتعلق في جوهرها بمشاعر الشعوب وأحاسيسهم ، ولهذا فهي حريصة على أن تكرر دعوتها لليابان بالاعتراف بتاريخها العدواني ليس فقط من خلال الأقوال ، ولكن أيضا من خلال الأفعال الملموسة، وذلك بالالتزام بنهج التنمية السلمية والعمل دائما على كسب ثقة جيرانها والمجتمع الدولي ككل. جدير بالذكر أن نزاعا يعود إلى قرون سابقة مازال قائما بين الصينواليابان على خلفية نزاع على مجموعة من الجزر المعروفة باسم "جزر سينكاكو" في اليابان و"جزر ديايو" في الصين.