قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التسامح والرحمة والتنافس كان سمة بارزة لكل مسلم في خلال شهر رمضان المبارك متسائلاً «لماذا لا يستمر هذا الخلق الرفيع فيما بعد رمضان؟. وأوضح جمعة في تصريح له، أن بعض الناس يعتقد أن العبادة في رمضان قاصرة على هذه الأيام على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى كما يقول بعض العلماء قد أخفى ثمانية في ثمانية، ومن ضمنها واحدة فقط في رمضان، والسبعة في خارج رمضان. وأكد أنه الله عز وجل أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حتى يشوق الناس إلى العبادة، ويدفعهم إلى أن يقوموا العشر كلها أو الوتر على الأقل إذا فاتهم شيء منها، ولكنه أخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى حتى يذكر الناس الله تبارك وتعالى ويدعون الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء كلها. وتابع: ولقد أخفى الله سبحانه ساعة الإجابة في الثلث الأخير من الليل وأخفى السبع المثاني في القرآن العظيم، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات كلها، وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة. وأشار المفتي السابق إلى أن الله عز وجل أخفى الكبائر في الذنوب بأسرها، وأخفى الأولياء في عوام الناس حتى لا يحتقر أحدٌ أحد من الناس، ويكون التسامح والرحمة والود ... ولا يتكبر بعبادة أو بغيرها لا بدنيا ولا بغير دنيا على خلق الله، لو لاحظنا هذه الأشياء لا نجد إلا ليلة القدر وحدها هي التي تختص برمضان، وسائر الأشياء التي شوقنا الله سبحانه وتعالى فيها بتلاوة القرآن، أو بإقامة الصلاة أو بالذكر، أو بغير ذلك من الدعاء، والالتجاء إليه سبحانه وتعالى كما في خارج رمضان. ولفت إلى أن هذه الحقيقة ينبغي لكل مسلم أن يعلمها ويعلم أن الله سبحانه وتعالى باقي بعد رمضان، وأنه إذا فات رمضان فإن الله باق لا يفوت ولا يموت؛ فالله سبحانه وتعالى باقٍ مع المسلمين وعليهم أن يلجئوا إليه، ويجأروا بالدعاء ويجأروا بالالتجاء إليه؛ لما نحن فيه الآن مما أخبر عنه سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الفرقة التي حلت بالأمة. واستطرد: هذه المصائب التي اكتنفتها من كل مكانٍ، هذه الأمم التي تداعت عليها كما تتداعى الأكلة على قصعة الطعام، هذا الشأن من المسلمين الذي جعل الحليم حيران؛ فعن أبي عبيدة قال: " يقول الله عز وجل: ما بال أقوام يتفقهون لغير عبادتي، يلبسون مسوك الضأن، قلوبهم أمر من الصبر، أبِي يغترون؟ أو إياي يخادعون؟ بي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم فيها حيران". نوه بأن هذا الحال الذي يعتصر الأمة بأسرها، ويجعل هؤلاء جميعًا من أمم وملل الكفر والكفر ملة واحدة يتكأكأون على الأمة الإسلامية بهذا الشكل المزري المهين، لابد لنا أن نلجأ إلى الله، وأن نتعلم كيف ندعو الله سبحانه وتعالى في كل زمان. وشدد على ضرورة أن نلجأ إليه سبحانه وتعالى؛ فهو الذي يقلب القلوب، وندعوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى؛ حتى لا يكون الدعاء مجرد كلام نتلفظ به بألسنتنا، بل دعاء نتعلق بالله فيه بقلوبنا، نكون فيه ملتجئين إلى الله أن يغيِّر حالنا إلى أحسن حال، وأن يوفقنا أن نغير أنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.