من أشهر طواغيت البشرية على الإطلاق والذي أصبح مضرب الأمثال للناس، على اختلاف الأزمان، هو فرعون الذي وقف في وجه الحق الذي جاء به رسول الله موسى – عليه السلام - وفرعون الذى آذى بني إسرائيل ونكل بهم أشد التنكيل، فأرسل الله تعالى نبيه موسى وآزره بأخيه هارون، فلاقى النبيان العظيمان أشد أنواع التكذيب من فرعون وحاشيته. وسلط الله على فرعون وقومه، 10 ابتلاءات وهي الدم الذي حل محل المياه في النيل والمسطحات المائية، والضفادع والبعوض والذباب والغبار والأمراض الجلدية والبرد والظلام والنار والجراد وموت الأطفال، وقد وردت هذه الضربات في جميع الكتب السماوية ما ضمنها القرآن الكريم، من قوله تعالى: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ». وعندها جاء الأمر الإلهي بأن يخرج موسى – عليه السلام – ببني إسرائيل وينجو بهم من بطش فرعون الظالم، وعندما وصل موسى ومن معه من بني إسرائيل إلى الماء، شق الله الماء أمام موسى ومن معه ليخرجوا من الجهة الأخرى، عندها وصل فرعون وجنده إلى وسط الماء، فأغرقهم الله بالماء، وعندها نطق فرعون بكلمته الشهيرة وهي أنه آمن برب موسى ورب بني إسرائيل، إلا أن الله أغرقه، وذلك لما ذكره الله تعالى: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ* آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ». والسبب الذى من أجله لم يقبل الله توبة فرعون أنه نطق بلفظ الإيمان في لحظات موته، والتوبة لا تقبل عند لحظات الموت لأن كل الغيبيات التي كان منكرا لها تصبح واقعا وتكشف، فلا معنى لإيمانه عندئذ. وقد أورد العلماء أن باب التوبة يغلق أمام العبد فى حالتين: عندما يكون الشخص فى سكرات الموت وتبلغ الروح إلى الحلقوم، مستشهدين بقوله تعالى: «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين*فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً»، مضيفين أن الشخص عند سكرات موته يرى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب لذلك يكون انتقل من الدنيا إلى الدار الآخرة.