كثير من المصريين شاهدوا المناظرة الأولى بين مرشحى الرئاسة عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، وقد قال الجميع إنها المناظرة الأولى التى تشهدها مصر فى انتخابات عامة، وهذا ليس صحيحا، فقد سبق للتليفزيون المصري، حينما كان الفقى وزيرا للإعلام أن أقيمت عدة مناظرات بين الأحزاب فى الانتخابات الرئاسية قدمها المذيع والإعلامى الكبير الصديق محمود سلطان، لذا وجب التنويه، أنها ليست أول مناظرة انتخابية فى مصر، وإن كانت أول مناظرة فى انتخابات رئاسية. وبالعودة للمناظرة بين موسى وأبو الفتوح أعتقد أن الاثنين خسرا الكثير من جمهورهما، ومن المواطنين المترددين الذين لم يحسموا بعد من يختاروا فى معركة رئاسة الجمهورية، فعمرو موسى أكبر المرشحين سنا، يحسب له الوقوف على قدميه لأربع ساعات، وهو يتخطى الخامسة والسبعين من عمره، وقد رد على كل الاتهامات التى وجهها له أبو الفتوح، لكن موسى فى الغالب الأعم فقد لياقته الصحية، ولغته الخطابية، وقدرته على التأثير فى المواطنين، ولعل فقده للياقته بدا واضحا فى وصفه لإيران مرتين بأنها دولة عربية، بينما إيران ليست عربية، بل هى من أشد الدول المعادية للعرب، والعروبة. أما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فقد بدا مشغولا طوال الوقت بمحاولة تكريس أن عمرو موسى محسوب على النظام السابق لذا بدا مهزوزا، ومعلوماته دائما ناقصة، ولغته فضفاضة، وعمد إلى الهجوم على موسى بمناسبة، ودون مناسبة، وهو أمر لا يفضله المواطنون عموما، خاصة من شخص يقول إن مرجعيته إسلامية، وعاهد السلفيين على تطبيق الشريعة مقابل أصواتهم. أبو الفتوح ليس فى سن عمرو موسى، لكنه طبيب متقاعد أى على المعاش أيضا شأنه شأن موسى، لكن المفارقة أن الأكبر سنا كان أكثر تركيزا وهو موسى، بينما الأصغر سنا، وهو أبو الفتوح كان أكثر توترا. عموما سمعنا من الاثنين كثيرا من الجمل الإنشائية، وكلاما كثيرا بدون معنى، ورغبة فى إيذاء الآخر وتجريحه، فى المجمل شاهدنا مناظرة فى التجريح الشخصى، وكلاما مرتبطا كثيرا بالماضى، لكن أحدا لم يطرح رؤى للمستقبل، والأكثر غرابة أن برنامج المرشحين لم يخرج كثيرا عن سياسات الحزب الوطنى، وبرامجه، وأكاد أجزم أننى لم اسمع من الاثنين شيئا لم يقله الرئيس السابق حسنى مبارك وحزبه، وحتى أمانة السياسات.. وهذا أمر نناقشه فى مقال آخر، لكن فى الأخير خسر موسى وأبو الفتوح، وربما سنشهد فى الأيام القادمة تقدما أكبر للفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى، ما يعنى أن الخريطة الانتخابية قد تتغير كثيرا جدا.