دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مسلمي فرنسا الى مواجهة التطرّف عن طريق اظهار الصورة الحقيقية للاسلام للرد على عدم الفهم والخلط والرفض الذي يقع ضحيته المسلمون من قبل قطاع من المجتمع. جاء ذلك في كلمته خلال الاجتماع الاول لهيئة الحوار مع مسلمي فرنسا والذي انعقد اليوم الاثنين بمقر وزارة الداخلية الفرنسية بحضور وزير الداخلية و 120 مسؤولا بالاتحادات الإسلامية وأئمة ومرشدين دينيين ومتخصصين في الدراسات الاسلامية وممثلين عن المجتمع المدني والسلطات المحلية. وقال فالس " الاسلام في فرنسا وسيبقى بها ، فهو يمثل الديانة الثانية في بلادنا "، داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم وخوض "معركة الضمير" لنقل الصورة الحقيقية عن الاسلام في فرنسا. وحث مسلمي فرنسا على محاربة خطاب الكراهية والتطرّف ومعاداة السامية ، وتابع " نريد ان نظهر للعالم ان هناك مواءمة تامة بين فرنسا والاسلام". وندد رئيس الوزراء بمن ينصبون أنفسهم أئمة في بعض أحياء فرنسا وفي السجون ويشجعون على العنف والارهاب ويشاركون في أعمال اجرامية تتمثل في تجنيد وإرسال العديد من الشباب الى (الجهاد في سوريا والعراق). من جانبه ، دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الى الابلاغ بشكل تلقائي عن الاعمال المعادية للمسلمين ، واعتبر أن هناك سوء تقدير لحجم هذه الافعال نظرا الي أن الكثير من الضحايا يترددون في التقدم بشكوى. وتناول اجتماع هيئة الحوار مع مسلمي فرنسا العديد من الموضوعات الخاصة بتنظيم ممارسة الشعائر والتصديق على اللحوم الحلال ، والعدد غير الكافي للمسالخ والمخالفات المرتبطة برحلات الحج الى مكةالمكرمة ونقص المساحات المخصصة للمسلمين في المقابر. كما تم التطرق الى ضرورة الاستعانة بأئمة ومرشدين دينيين يجيدون اللغة الفرنسية واعدادهم ليكونوا على دراية جيدة بمبادىء وقيم الجمهورية والعلمانية. وبحث الاجتماع تسهيل بناء المساجد ، وتقرر تخصيص مبلغ تسعة مليون يورو على ثلاث سنوات لتأمين دور العبادة الاسلامية البالغ عددها نحو 2500 . وتسعى الحكومة الفرنسية الى اعادة تأسيس العلاقة بين الدولة ومسلمي فرنسا الذين يعانون من ضعف في التمثيل وتضرروا من تداعيات هجمات باريس الارهابية في يناير الماضي ، ولا تخفي قلقها ازاء تنامي التطرف الاسلامي لدى قسم من الشباب وذهاب مئات الفرنسيين الى سوريا والعراق للانضمام الى تنظيم داعش الارهابي والجماعات الموالية له. كانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت في فبراير الماضي عن عزمها تشكيل هيئة إسلامية للحوار تتيح تمثيل أفضل لمسلمي فرنسا بكل اختلافاتهم وتعمل على ادماج الأئمة الأجانب بشكل أفضل في المجتمع الفرنسي على أن تجتمع مرتين في العام مع رئيس الوزراء على غرار ما يتم بالنسبة للمسيحيين الكاثوليك. وتضم المنظمات الاسلامية المختلفة في فرنسا وممثلين للمجالس الإقليمية للديانة الاسلامية ، وأئمة يمثلون الاسلام المعتدل المتسامح في فرنسا وعدد من مثقفي الجالية الاسلامية.