ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحثون استراتيجيات ردع جديدة لكبح جماح التدخل الروسي في أوروبا، فيما يعتبره البعض "نسخة مستحدثة من استراتيجية الاحتواء لحقبة الحرب الباردة". وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم السبت- إن الاستراتيجية المقترحة تتضمن حشد جيوش الحلفاء والشركاء واجتثاث الفساد الحكومي، الذي تقوم موسكو باستغلاله لاكتساب مزيد من النفوذ، وإن بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية يسعون أيضا لتوسيع نطاق منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" لعرقلة الامتداد الروسي. وأضافت أن عضوية أوكرانيا أو جورجيا لا تزال مطروحة على الطاولة، لكن بعض مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" والإدارة الأمريكية يؤيدون الاعتراف بدولة البلقان الصغيرة الجبل الأسود "مونتينيجرو" لترسيخ علاقاتها مع الغرب، وإظهار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يملك حق الاعتراض على توسيع حلف الناتو. وتأتي هذه المناقشات السياسية في الوقت الذي يلتقي فيه أوباما مع قادة أكبر ديمقراطيات الصناعة في ألمانيا بداية هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يدفع الحلفاء الأوروبيون لتوسيع العقوبات على روسيا على خلفية تصاعد العنف في أوكرانيا، وفقا لما أوردته الصحيفة. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى اعتراف مسؤولين أمريكيين بأن العقوبات الاقتصادية لم تجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تغيير حساباته، وإعرابهم عن مخاوفهم إزاء تصاعد أعمال العنف في أوكرانيا واستخدام الأسلحة الثقيلة التي تم تقييد استخدامها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في مينسك. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، قوله "من الواضح أن العقوبات تؤثر على الاقتصاد الروسي، لكنه من غير الواضح أن هذا التأثير على اقتصاد بلاده تمكن من ردع بوتين عن اتباع المسار الذي تجلى في شبه جزيرة القرم العام الماضي، ولهذا سوف يشكل العدوان الروسي تحديا مستمرا". وفي السياق ذاته، أكد رئيس هيئة الاركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، على ضرورة تحرك الولاياتالمتحدة لمساعدة الحلفاء والشركاء لدرء الضغوط التي تمارسها موسكو ضدهم، على نحو أفضل ومواجهة "أنشطة بوتين التخريبية"، حسبما أوردت الصحيفة. ورأت الصحيفة أن العقوبات والعزلة الاقتصادية لا تزال حجر الزاوية في استراتيجية إدارة أوباما في التعامل مع روسيا لزعزعة استقرارها، جراء ضمها لشبه جزيرة القرم، ونقلت عن مسؤولين كبار في واشنطن، قولهم أمس الجمعة إنه من المرجح أن توافق أوروبا على تمديد نظام العقوبات الحالي، المقرر أن ينتهي شهر يونيو الجاري. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنها إذا تمكنت من تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وإضفاء الطابع المهني على الجيش والحد من الفساد في الدول، لن يتبق أمام الأقلية الحاكمة الروسية سوى سبل أقل لتوسيع نفوذهم أو نفوذ الكرملين.