* وثائق سرية تكشف التورط الإسرائيلى فى مصر * شبكات تجسس الموساد تقع بمصايد المخابرات المصرية * مصر سبب إقالة أول رئيس وزراء بإسرائيل * المخابرات المصرية وراء نشوب حرب بين رئيس المخابرات ووزير الدفاع بتل أبيب للمرة الأولى، تكشف إسرائيل عن وثائق سرية تتعلق بفضيحة التجسس التي سميت "التجارة السيئة"، ثم بعد ذلك "فضيحة لافون"، حيث نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الإثنين وثائق إسرائيلية سرية تؤكد أن شبكة من العملاء الإسرائيليين عملت في الخمسينيات من القرن الماضي في القاهرة والإسكندرية في بعثة فرع المخابرات الإسرائيلية من أجل زرع متفجرات لضرب أهداف غربية، لإحداث فتنة بين مصر والولايات المتحدة وبريطانيا. وأكدت الوثائق أن هدف شبكة التجسس الإسرائيلية كان إقناع الأمريكيين والبريطانيين بأنّ شبكة إرهابيّة من الإخوان المسلمين هي التي نفّذت تلك العمليات الإرهابية وتم القبض على أعضاء الشبكة ال13 من قبل السلطات المصرية. ولكن أداء شبكة المخابرات الإسرائيلية كان فاشلا تماما وتم القبض على أعضاء الشبكة ال13 من قبل السلطات المصرية، والذين كانوا إسرائيليين ومصريين وتم إعدام اثنين منهما، وقام آخر بالانتحار في سجنه وتم إطلاق سراح اثنين من المعتقلين، وتم فرض عقوبة سجن مشددة على الباقى. طرح الأداء الفاشل للشبكة في إسرائيل هذا السؤال "من الذي أعطى الأوامر" فمن غير المعقول أن تعمل شبكة كهذه في قلب القاهرة والإسكندريّة من تلقاء نفسها واندلعت في أروقة الحكم الإسرائيلية معركة سرية وقوية بين وزير الدفاع آنذاك، "بنحاس لافون"، وبين قائد سلاح المخابرات، "بنيامين جبلي". واتهم لافون جبلي الذي ألقى عليه المسئولية عن الفضيحة، من بين أمور أخرى، عندما قال في اجتماع هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بأنّ لافون هو الذي أعطى الأوامر لتفعيل الخلية وادعى جبلي بأنّه لم يعمل من تلقاء نفسه. ونشر الجيش الإسرائيلي اليوم محضر سرّي لمحادثة جرت بين لافون وبين جبلي وفيها تبادل الاتهامات بينهما وادعى جبلي بحزم أنّ لافون هو الذي أعطى الأوامر بتفعيل الشبكة الفاشلة وألمح بأنّه كاذب ومن جهته، هاجم لافون جبلي بشدّة. قال جبلي: "لا أستطيع أن أصدّقك سيدّي الوزير أعتذر جدّا" وأضاف: "أعتقد أنّني فقدتُ أي أساس لثقتك للقيام بشيء. من الواضح لدي أمرٌ واحد وأقول على لسانك، بعد الاجتماع الذي كان في منزلك، تلقّيتُ الأوامر بتفعيل الخلايا". بينما قال لافون: "أردت أن أعطيك فرصة أخرى لتقول لي كل الحقيقة، بدلا من ذلك أعطيتني إجابة طفولية" وهاجم جبلي قائلا "أنت تدّعي، كل الوقت، بأنّنا نتقاسم المسؤولية إذا كنّا نتقاسم المسؤولية ونقوم بأمر ما معًا وليس الحديث عن تناول كعكة مع شاي واستقبلت معلومات كهذه هل لا يتم نقل تلك المعلومات للشريك فورا". وفي الواقع، ادعى لافون أنّ غيبلي كذب على هيئة الأركان العامة للجيش وعلى الحكومة عندما ادعى أنّ لافون قد أمر بتفعيل الشبكة، وأنّ جبلي في الواقع قد عمل من تلقاء نفسه. وردّ جبلي: "اسمح لي بلحظة واحدة، سيّدي الوزير كان أمر العملية في منزلك، بحضورنا نحن الاثنين فقط". واصل لافون "أنا لم أعلم بعمل الشبكة، أنت علمت وعندما أعطيت الأمر في 16 يوليو، لم تكن لديك أية سلطة لإعطاء الأوامر". وختيم الصحيفة: لا زال يتردّد صدى السؤال "من أعطى الأوامر"، وأدّى إلى طرد الاثنين، لافون وجبلي، بسبب التورّط في مصر واستمرّت الفضيحة في التدحرج في أروقة الحكومة الإسرائيلية بعد سنوات طويلة من ذلك، وفي نهاية المطاف أدت إلى استقالة دافيد بن غوريون، الذي كان مقتنعا أنّ لافون كان هو المذنب، وقضى بإحالته إلى لجنة تحقيق رسمية وعارض الحزب الحاكم، مباي، رأي بن غوريون، وتسبّب على هذه الخلفية بالإطاحة به من صفوف الحزب عام 1965.
