"حماس" تتطلع لدور سعودي في تحقيق المصالحة الفلسطينية

أثنى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على "دعم المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني وقطاع غزة"، مشيرا إلى أن حركته ترحب بدور السعودية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال هنية - خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في الحي السعودي برفح جنوب قطاع غزة - إن "الحركة تتطلع لهذا الدور العربي والإسلامي، وفي المقدمة منه دور المملكة العربية السعودية في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية حقيقة فعلا عملا لا قولا"، مشيرا إلى دور المملكة في التوصل لاتفاق مكة عام 2007 .
وتم التوصل إلى "اتفاق مكة" بين حركتي فتح وحماس برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز في 8 فبراير 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد عدة شهور إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة حماس على القطاع.
وقال هنية "نرحب بتجديد دور المملكة العربية السعودية في مساعيها لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام واحترام الاتفاقيات الموقعة، اتفاقية مكة واتفاقية القاهرة واتفاقية الدوحة واتفاقية الشاطئ".
وأكد هنية التزام حركة حماس بما وقعت عليه، وأنها معنية حقيقة وفعلا وقولا وعملا بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
واعتبر أن حماس قدمت تنازلا من أجل تشكيل حكومة التوافق الوطني والسير في كافة الملفات التي وقعت عليها، ومنها ملف الحكومة وملف منظمة التحرير والمصالحة المجتمعية والحريات العامة.
وقال هنية إن "الإخوة في رام الله لم يكونوا جادين ولا على مستوى القرار المتعلق بإنهاء الانقسام، وحماس قدمت حكومة الوفاق الوطني لكي تتحمل مسؤولياتها في ثلاثة مهام هي الإعمار ورفع الحصار عن غزة، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة وغزة، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بالتوافق مع منظمة التحرير أو الإطار القيادي المؤقت للمنظمة".
وتابع القول إن "عشرة شهور على تشكيل حكومة التوافق ولم تخط الحكومة خطوات ذات مغزى على أي من المسارات الثلاثة، فالإعمار ما زال معطلا إلا بالدور القطري ولبعض الأشقاء العرب، والانتخابات ما زالت في طي النسيان، وتوحيد المؤسسات على أساس الإقرار بكل الموظفين والاعتراف بهم والتعامل مع الموظفين فى غزة على قدم المساواة مثل التعامل مع الموظفين في الضفة .. حتى الآن لم نحدث الاختراق المطلوب".
وأضاف "رغم الأماني والوعود والزيارات إلى غزة واللقاءات، إلا أن 50 ألف موظف حملوا أعباء المرحلة وتحملوا المسؤولية في سنوات الحصار والحروب ودفعوا الشهداء والجرحى، ما زال البعض يتلاعب بقوت أطفالهم وأولادهم"، متسائلا "لماذا هذا الظلم والتعسف والإهمال.. إهمال غزة وشعب غزة الذي أصبح اليوم أيقونة الأمة ونموذجا يحتذى لطلاب الحرية وأحرار العالم؟"
وقال هنية "نتطلع إلى هذا الدور للمملكة العربية السعودية والأشقاء العرب والمسلمين لرفع الظلم عن أبناء شعب فلسطين .. 67 عاما على النكبة واغتصاب فلسطين ولا يزال يعيش في المنافي والشتات والمظالم والقهر .. قهر الاحتلال وظلم القريب وتنكر البعيد".
وشدد على أنه يجب أن يكون للملكة والعرب دور مركزي لرفع الظلم عن ابناء الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات، وخاصة في مخيم اليرموك على أرض سوريا.
ودعا هنية السعودية ومصر ودول الخليج ودول المغرب العربي والدول الإسلامية وإيران إلى التدخل من أجل حماية أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك وتوفير الحياة الكريمة لأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات في لبنان وسوريا وغيرها.
وطالب السعودية والدول العربية والإسلامية بالعمل على حماية مدينة القدس والمسجد الأقصى ووضع خطة مركزية للتصدي للسياسات الصهيونية التي تستهدف القدس والأقصى.