أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن فكرة استبدال الكتب المدرسية بأسطوانات مدمجة، من حيث التكلفة ستكون "موفرة"، مشيرا إلى أن الأسطوانة الواحدة لن تتكلف إلا جنيها أو اثنين على أقصى تقدير، في حين أن الكتاب المدرسي الواحد يكلف الوزارة 20 جنيها على الأقل، ولهذا نجد أن الكتب المدرسية تكلف الدولة سنويا 2 مليار ونصف المليار جنيه، وفي النهاية يرميها الطلاب لأنها لا تجذبهم. وقال "مغيث"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، إن من إيجابيات هذه الفكرة أيضا، أن الاسطوانات المدمجة، ستكون بها إمكانيات تكنولوجية وتفاعلية تجذب انتباه الطلاب أكثر من الكتب الورقية، وتشجعهم على المذاكرة. وأضاف: "رغم كل هذه الإيجابيات، أرى أنه يجب على وزارة التربية والتعليم ألا تتسرع في تطبيق تلك الفكرة، إلا بعد دراسة متأنية، تبحث خلالها مشكلة أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب في مصر من أسر فقيرة لا تمتلك جهاز حاسب آلي في المنازل وبالتالي فتطبيق الفكرة سيقضي على المساواة والعدالة بين الغني والفقير في حقهم في المذاكرة والتعلم، كما أن هناك أيضا مشكلة أن المدارس نفسها ليس بها جهاز حاسب آلي لكل طالب، بل إن أجهزة الحاسب إن وجدت في المدارس فيكون عددها محدودا جدا". وأشار "مغيث" إلى أنه يجب أيضا على الوزارة أن تبحث في الجانب الطبي للفكرة، عن طريق الرجوع إلى الأطباء وسؤالهم حول مدى الضرر الذي من الممكن أن يقع على الطلاب من الجلوس أمام أجهزة الحاسب الآلي للمذاكرة لساعات طويلة يوميا. جدير بالذكر أن هذه التصريحات الخاصة جاءت ردا على طرح وزارة التربية والتعليم استطلاع رأي للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، بشأن استبدال الكتاب المدرسي الورقي بأسطوانة مدمجة في المراحل الإعدادية والثانوية.