أكد د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن سيناء هي أمننا القومي الذي ينبغي أن ندعمه وأن نحصنه أمام كل المطامع، ومن ثم كان المفروض أن نعتنى بسيناء كل العناية. وأشار بديع خلال رسالته الأسبوعية إلي أن النظام البائد تعامل مع سيناء تعاملاً غير مسئول، فقد قام باضطهاد أهلها واعتبرهم مجرمين في حين أنهم مواطنون وطنيون في غالبيتهم العظمى، ومن ثم أطلق عليهم رجال مباحث أمن الدولة يعتقلونهم ويعذبونهم بل ويقتلون منهم. وأضاف: "إن النظام البائد تعمد تركها منطقة شبه فارغة إذ أن الكثافة السكانية فيها قليلة للغاية، كما حرمها من كل مشاريع التنمية فبقيت فقيرة فارغة، الأمر الذي يمثل خطرًا داهمًا على الأمن القومي ويبقي المطامع الصهيونية فيها قائمة ويحرم البلاد من ثرواتها الطبيعية، وتلك التي يمكن تنميتها. وأشار إلى أنه إذا كان النظام البائد قد زال بكل جرائمه ومفاسده بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة فإن الإخوان المسلمين يرون أن واجبنا المقدس ونحن نحتفل بعيد سيناء ألا يقتصر الاحتفال على استعراض أو عطلة رسمية. وإنما ينبغي أن يكون خطة متكاملة ذات عناصر متعددة تتمثل في احتضان أهل سيناء في حضن الوطن والمجتمع ومنحهم الثقة والاعتبار، وفي إقامة مشروعات اقتصادية تنموية لا سيما وهي ذاخرة بثروات عديدة. وهذه المشروعات تشمل مشروعات زراعية وصناعية وتعدينية وسياحية وصيد أسماك واستغلال المناجم والرمال والرخام وإقامة مناطق للتجارة الحرة حول القناة، وتشجيع المواطنين على استيطانها فهي تستوعب عدة ملايين من المصريين، وبذلك نخفف العبء عن الوادي الضيق؛ حيث الكثافة السكانية العالية. كما نوجد فرص عمل للملايين ونقضي على نسبة كبيرة من البطالة، ونرتفع بمستوى الأفراد والأسر، وأيضًا بالدخل القومي المصري، إضافة إلى أننا بذلك نكون قد أسهمنا في حماية الأمن القومي المصري بوجود أعداد كثيفة من المواطنين في هذه المنطقة، ومن ثم تصبح منطقة مسكونة وآهلة، الأمر الذي يقضي على المطامع الصهيونية في الاستيلاء عليها مرة أخرى، ونؤمن بذلك أمننا القومي. وختم بديع رسالته بالتأكيد على أن الاحتفال الحقيقي بعيد سيناء إنما يكون بالشروع في ذلك كله وبإنجازه بأسرع ما يكون حتى يتحقق لها ما نصبوا إليه في هذا العهد المفعم بالأمل المقدر للمسئولية المتطلع للنهضة لتصبح سيناء العظيمة كما قال عنها الله تعالي "بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور".