اكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي انه سيبحث بفرنسا تعزيز التعاون الاقتصادي و الأمني مع نظيره الفرنسي فرانسوا اولاند في ظل تنامي خطر التطرّف الجهادي في المنطقة. وقال السبسي-في حديث مع صحيفة" لوموند " ينشر نصه كاملا غدا "الثلاثاء" بمناسبة زيارته لباريس التي ستبدأ غدا لمدة يومين- ان بلاده منفتحة لكافة أشكال التعاون سواء كان في المجالات الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية. وأكد انه يقوم بزيارة صداقة الى فرنسا في ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين، معتبرا ان بلاده تقدم نفسها في هذه المرة بوجه جديد بعد ان أتمت بنجاح الانتخابات التشريعية و الرئاسية العام الماضي و "صارت عضوة بنادي الامم الديمقراطية". واضاف: "و لكن حتى تنجح تونس تماما في عملية الانتقال الديمقراطي، يجب ان يتطور الوضع الاقتصادي و هذا ليس الحال"، معربا عن امله ان تتفهم فرنسا المشكلات التي تواجهها تونس بصفتها الشريك الاقتصادي الأول لها. وبشأن ما تنتظره تونس من فرنسا على الصعيد الامني، قال الرئيس الباجي قائد السبسي ان فرنسا تواجه نفس مشكلات تونس في مجال محاربة الارهاب، مؤكدا ان التعاون الامني بين البلدين قائم بالفعل الا انه ربما يتعين تعزيزه في ضوء الأحداث الاخيرة التي عاشتها فرنسا و تونس و التي تتطلب المزيد من التشاور. وعما اذا كانت فرنسا يمكنها لعب دور في تأمين الحدود التونسية الليبية، اجاب السبسي بأنه "اذا استطاعت فرنسا القيام بذلك فهذا امر محمود أو ربما المساهمة فيه مع شركاء أخرين فلما لا، و لكنني أؤكد اننا لا نريد ازعاج أحد." وحول قلق بعض منظمات حقوق الانسان من الخطاب الامني الذي ساد بعد هجمات "باردو" و عن كيفية تحقيق التوازن بين احترام الحريات و مكافحة الارهاب بفاعلية، شدد الرئيس السبسي على ان بلاده حريصة على احترام الحريات و ان الهدف ليس التحول الى دولة بوليسية. و استطرد قائلا: " و لكن عندما يأتي شخصا لقتلك و قتل جميع من حولك فأنت في موقع الدفاع عن النفس." واستبعد الرئيس التونسي أي نية للإضرار بالحريات العامة و حرية التعبير، و اكد ان بلاده بامكانها التوفيق بين محاربة الارهاب و احترام تلك الحريات .