كشف مصدر مُطلع رفيع المستوى،أن العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها محافظة شمال سيناء، شاركت فيها «عناصر أجنبية» ،تولت إحدى مخابرات الدول الإقليمية تدريبها في قطاع غزة، وقامت بتدريبهم منذ مطلع شهر ديسمبر 2014. وأضاف المصدر خلال تصريح خاص ل «صدى البلد» أن عناصر إحدى دول المخابرات الإقليمية وأخرى متعددة الجنسيات كانت مختبئة لكي تحدث عمليات انتحارية وإرهابية في سيناء، وذلك أثناء انعقاد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، لكن التشديدات الأمنية أحالت دون ذلك، وقد قامت القوات الأمنية بقتل بعضهم والقبض على عدد آخر لازال يتم التحقيق معهم. من جهة أخرى، علم «صدى البلد» أن هناك معلومات مؤكدة تُفيد بقيام عناصر أمنية من دول إقليمية تقوم بتدريب عناصر إرهابية في قطاع غزة، لتنفيذ عمليات عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية بشمال سيناء، لكن الأجهزة الأمنية المختلفة أخذت كافة الحيطة والحذر، بالإضافة إلي رصد كافة التحركات التي تقوم بها العناصر الإرهابية، وتقوم الأجهزة الأمنية بالخطوات الاستباقية بمهاجمة البؤر الإرهابية والتكفيرية. وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، تطورت نوعية العمليات الإرهابية، مما استدعى تطوير الهجوم الأمني على المناطق والبؤر الإرهابية والتكفيرية، خاصة بعد تعيين اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث وترقيته لرتبة «فريق» ليكون مسئولاً عن قائد منطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب. وقد وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة بعد ثورة 30 يونيو خطة من أجل القضاء على الإرهاب في سيناء، يشترك فيها «الجيش الثاني الميداني – الجيش الثالث الميداني – عناصر استطلاع حربي – القوات الجوية – القوات البحرية – الهيئة الهندسية للقوات المسلحة – عناصر الصاعقة والمظلات» وعدد آخر من أسلحة وإدارات القوات المسلحة، وذلك بالتعاون مع الشرطة المدنية. فقد نجحت القوات المسلحة منذ 3 - 7 2013 حتى الرابع من إبريل 2015 في قتل 1300 إرهابي وتكفيري في سيناء، فيما نجحت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في غلق وتدمير 2100 فتحة أنفاق تربط "رفح المصرية" بقطاع غزة الفلسطيني، كان يتم فيها تهريب السلع والبضائع، وكانت أيضا تنقل أسلحة ومسلحين لتنفيذ عمليات إرهابية على أرض الفيروز. من جهة أخرى، نجحت عناصر القوات المسلحة نجحت خلال الستة أشهر الماضية، في إضعاف البنية التحتية واللوجستية للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية المسلحة بشمال سيناء، حيث تم قطع وسائل الإتصالات التي كانت بينهم، بالإضافة إلي أنه تم ضبط العشرات من أجهزة الإرسال والاستقبال والبث أثناء تهريبها من قطاع غزة للعناصر المسلحة في شمال سيناء، وكان للمعلومات التي قامت أجهزة الأمن المختلفة بجمعها، سواء كانت تابعة للقوات المسلحة أو الشرطة المدنية، في إطار تنفيذ خطة القوات المسلحة الشاملة للقضاء على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء وعلى جميع الاتجاهات الإستراتيجية. وكشف المصدر خلال تصريح خاص ل «صدى البلد» إن العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا في شمال سيناء؛ هي عمليات «النفس الأخير» للمنظمات الإرهابية، وعلى رأسها أنصار بيت المقدس الإرهابي بشمال سيناء، وهى متوقعة - «كما أوضح المصدر»-؛ وذلك بعد نجاح عمليات القوات المسلحة في شمال سيناء خلال الفترة الماضية في محاربة الإرهاب، كما أن التنظيم فقد 90 % من عناصره حيث شهدت نقلة نوعية، وتمثل ذلك في تطبيق خطط جديدة في مدن «العريش – الشيخ زويد – رفح»، فقد تم وضع خطة بالتعاون بين الجيشين الثاني والثالث، بالإضافة إلى «العمليات الخاطفة» التي تقودها قوات التدخل السريع وقطاع العمليات الخاصة التابع للأمن المركزي، ضد المعاقل التكفيرية والإرهابية بشمال سيناء. وتابع: «هناك تعاونا وتنسيقا بين الجيشين الثاني والثالث لتأمين خط الحدود وكل الطرق التي تؤدي من الشمال إلى الجنوب، وجنوب جبل الحلال والحسنة لمنع أي تسلل يأتي من الشمال لجنوب سيناء وذلك من أجل إحكام السيطرة على سيناء في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها تلك المنطقة». وتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي فقد جزءا كبيرا من قوته، عن طريق عمليات نوعية قامت بها قوات الصاعقة تحت غطاء جوي من الهليكوبتر المسلح الأباتشي، وبعد عمليات استطلاع سواء كانت أرضية أو جوية، كما نجحت الأجهزة السيادية المختلفة في اختراق التنظيمات المُسلحة في شمال سيناء. كما نجحت القوات في ضرب البؤر الإرهابية التي تتحصن بها العناصر الإرهابية بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، كما أن لطائرات الهليكوبتر المسلح «الأباتشي» دورا فاعلا في نجاح العمليات العسكرية ضد البؤر الإرهابية والتكفيرية بشمال سيناء، حيث كانت تقوم بالقصف المباشر لتلك المواقع، وتقوم عناصر الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع عناصر الجيش الثالث بقيادة الفريق أسامة عسكر قائد منطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب، بشن عمليات برية موسعة ضد معاقل الجماعات التكفيرية والإرهابية بمدن «رفح – العريش – الشيخ زويد». وقد دفعت القوات المسلحة بعناصر من قوات التدخل السريع المحمولة جواً، لتكون من ضمن القوات التي تحارب الإرهاب في سيناء، بالتعاون مع عناصر قوات الصاعقة والمظلات والجيشين الثاني والثالث وقوات حرس الحدود، بالإضافة إلي دعم معلوماتي لتنفيذ العمليات ضد معاقل الإرهاب والتكفير من قبل أجهزة جمع المعلومات المختلفة.