تمكن فريق من علماء الطبيعة من تحديد الدور الدقيق الذي تلعبه خلايا أنبوبية الشكل داخل شبكية العين في تصنيف الألوان أثناء الرؤية. وتضطلع هذه الخلايا، التي تقع أمام الخلايا الحساسة للضوء، بدور رئيسي في رؤيتنا للألوان، وهو ما تم اكتشافه في الآونة الأخيرة. وتنقل هذه الخلايا الضوء الأحمر والأخضر إلى خلايا مخروطية الشكل، لتجعل اللون الأزرق ينساب على نحو تدركه الخلايا العصوية المسؤولة عن الرؤية الليلية. ويقول الباحثون إن جوهر هذه العملية يكمن في شكل الأنابيب. وتعرف تلك الخلايا الطويلة والرفيعة باسم خلايا مولر الدبقية "Muller glia" وهي تلك الخلايا التي يُعتقد أنها تلعب دورا داعما أكبر داخل شبكية العين. وتقوم هذه الخلايا بمهام تنظيف وتخزين الطاقة والحفاظ على الظروف الملائمة للخلايا الأخرى، مثل العصوية والمخروطية خلفها، لكي تحول الضوء إلى إشارات كهربائية للمخ. وفي ذات الوقت، تترك الخلايا 85 % من الضوء الأزرق ينساب ليصل إلى أقرب خلايا عصوية تتعامل مع الموجات الضوئية على نحو يتيح لنا أيضا إمكانية رؤية اللونين الأسود والأبيض اللازمين في الظروف المظلمة. وأعرب مارك هانكينس، أستاذ علوم البصريات المرئية بجامعة أكسفورد، عن إعجابه بعمل ريباك، لكنه في ذات الوقت غير مقتنع بأن ظاهرة نقل الضوء عبر أنابيب هي "المحرك الموجه" لعين الفقاريات ذات الشبكية المعكوسة. وقال هانكينس لموقع "بي بي سي" البريطاني إن هناك أسبابا عديدة تجعل مستقبلات الضوء تعمل بكيفية أفضل في الخلف، من بينها تنظيف مكونات الخلايا البالية والحصول على إمدادات "الوقود" من جزيئات حساسة للضوء. وأضاف "علينا أن نتذكر أن العديد من الأنواع الحيوانية ليس لديها (أسلوب) تحديد الرؤية في مؤخرة العين وأيضا خلايا مولر". واستطرد بالقول "لذا فإن خلايا مولر تقوم بعمل أشياء كثيرة بالغة الأهمية إلى جانب عملها كمرشد ضوئي". لكنه أضاف أن النتائج التي توصل إليها ريباك تقدم وصفا دقيقا للغاية لوظيفة نقل الضوء عبر أنابيب، وتبرز كيفية عمل أجزاء مختلفة للشبكية معا، كما تعطينا رؤية واضحة في ضوء النهار وأيضا حساسية أفضل، مع ألوان أقل، في الظلام.