أكد الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة الجديد أن مصر ماضية في مسيرتها نحو التقدم ثقافيا وفنيا على المستويين العربي والدولي، مشيرا إلى أننا أصحاب حضارة وتاريخ يشهد له الجميع كما أننا أصحاب فكر وثقافة لا تعرف العنف وتقبل الأخر. جاء ذلك خلال افتتاح وزير الثقافة مساء اليوم متحف أسوان المفتوح لأعمال النحت والخاص بنتاج أعمال السمبوزيوم الدولي للنحت المقام سنويا بأسوان وذلك في ختام أعمال الدورة العشرين لأعمال سمبوزيوم النحت الدولي هذا العام. وشهد حفل افتتاح المتحف الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة والآثار البحرينية، والمهندس محمد مصطفي سكرتير عام محافظة أسوان نائبا عن المحافظ اللواء مصطفي يسري، والدكتور محمد أبوسعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتورة إيناس عبد الدايم مديرة دار الأوبرا المصرية. وأكد وزير الثقافة أن المصريين بناة حضارة وعلموا العالم أجمع فن النحت، وهو ما يثبت دوما عظمة مصر وقوتها، فمصر أبدا لم تكن دولة ضعيفة وإن ضعفت لفترة فسرعان ما تعود أقوي مما كانت عليه، معربا عن سعادته باستهلال نشاطه عقب توليه الحقيبة الوزارية الثقافية من أسوان. وأشار وزير الثقافة إلى أن تواجد مثل هذا المتحف المفتوح لأعمال النحت المعاصر يؤكد عظمة مصر وقدرتها على أن تجمع هذه المجموعة من الأعمال النحتية من مختلف الثقافات والدول، ليكون ذلك بمثابة رسالتين: الأولي إلى الدول التي تعاني من إقصاء هذا الفن عن طريق الفكر غير السوي، والثانية إلي معاول الفكر الهدام التي نقول لها من أسوان إن تجاور الأعمال النحتية المتباينة الثقافات ماهو إلا إسقاط مباشر علي مبدأ قبول الأخر وأن مصر سيدافع عنها مثقفوها ومبدعوها والشباب المسلح بالقوة والرغبة علي قهر الظلام والتخريب. وقال إن فن النحت هو السبب الرئيسي في حفظ التاريخ المصري والوسيلة المهمة التي حافظ بها المصري القديم على تراثه وثقافته وحضارته، موضحًا أن فكرة المتحف المفتوح بالشلال والذي يقع في بقعة ساحرة تطل على نهر النيل تؤكد على أن المصريين هم أول من جسدوا تاريخهم وحضارتهم على الحجر. وطالب وزير الثقافة بوضع متحف النحت المفتوح في مدينة أسوان على خارطة السياحة، ووضع تذكار للمشاركين والقائمين على أعمال النحت بالمتحف. فيما أكد المهندس محمد مصطفى سكرتير عام محافظة أسوان ترحيب أهالي المحافظة بهذا المهرجان السنوي، معتبرا أن أسوان على موعد دائم من هذا الحدث الذي يتجدد سنويا على أرض المحافظة والتي يشهد لها تاريخها أنها واحدة من البقع المصرية التي صدرت فن النحت للعالم. وقال الدكتور محمد أبو سعدة رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية إن استمرار مهرجان النحت الدولي السمبوزيوم للعام العشرين على التوالي قد أدى إلي إفراز العديد من الفنانين الشبان والعمال الذين اكتسبوا الخبرات الكافية في التعامل مع الحجر، ووجه الشكر لمحافظة أسوان على تخصيصها 23 فدانا لإقامة هذا المتحف في أجمل بقعة بالمدينة. وفي نهاية حفل الافتتاح كرم الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة وسكرتير عام محافظة أسوان جميع الفنانين النحاتين المشاركين في هذه الدورة وعلي رأسهم ضيف الشرف الفنان أدم حنين. ومن جانبها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، إنها استطاعت توفير مبلغ 36 مليون دينار بحريني نحو (100 مليون دولار) من خلال الاستثمار في الثقافة، بعيدا عن القطاع الرسمي، وذلك من خلال عمل منحوتات ثقافية وبيعها. وطالبت الشيخة مى من وزير الثقافة الجديد طرح فكرة الاستثمار في الثقافة خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الدولي.