بعد أيام من هروب ثلاثة فتيات بريطانيات من بيوتهن للسفر الى سوريا والانضمام لتنظيم "داعش"، نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية تقريرا يطرح تساؤلا عن الأسباب التى تغرى الفتيات وتدفعهن للانضمام للتنظيم. وكانت الفتيات: شيماء بيجوم، 15 عاما، كاديزا سلطانة، 16 عاما، وأميرة عباسى، 15 عاما، قد رحلن على متن الخطوط الجوية التركية، واختفين بعدها عن الأنظار تماما، تاركين عائلاتهن محطمة تماما، بعد ان أعلنوا عن عدم علمهم بخطط الفتيات. وحتى الآن لا يزال عدد النساء المنضمات الى التنظيم غير معروف، وتشير تقارير إلى أن أعداد النساء الأوروبيات المنضمات الى التنظيم هناك تقدر بين حوالى 10 و20% من عناصر التنظيم ككل. ومع كل الأخبار التى يتم نشرها كل يوم عن حوادث الاعتقال والاغتصاب والتعذيب التى تتعرض لها النساء على يد عناصر التنظيم، لابد ان يتساءل المرء عن الأسباب التى قد تدفع المزيد من النساء والفتيات للانضمام الى التنظيم. وتطرح الصحيفة بعض النظريات حول هذه الأسباب، حيث يجب علينا أن نسأل "من" بدلا من "ماذا" الذى قد يدفع هؤلاء الفتيات الى السفر هناك، وهنا يبرز دور وسائل التواصل الاجتماعى فى جذب العناصر الجهادية، حيث تنشط عناصر التنظيم من النساء على شبكة الانترنت وتروج لغيرهن من النساء للانضمام اليهن، فى عملية من مسح الدماغ وغسيل المخ، وتصوير شكل مختلف للحياة التى يحيونها. والسبب الآخر هو الحصول على زوج، وترى الصحيفة أن الزواج من أحد مقاتلى التنظيم تعد واحدة من عوامل الجذب للفتيات، حيث يرى فيها الفتيات مغامرة رومانسية. ويبدو أن المنضمات إلى داعش لا ينضممن الى التنظيم فقط من أجل تحقيق الايديولوجيات التى يؤمن بها بل يقمن أيضا بعمل الحسابات العملية، من حيث توفير الزوج ومكان المعيشة والراتب الشهرى، فيقعن فى فخ المجتمع "المثالى" الذى تصوره داعش لهن. ويأتى ذلك أيضا من خلال رفضهن للنظريات التى تقدمها مجتمعاتهن المتحررة، والتى تطالب بتحرير المرأة، ومساواتها فى الحقوق مع الرجال، والقيود المفروضة على النساء من حيث الاهتمام بالمظاهر، فيحدث ان ينضممن الى التنظيم من باب إيمانهم بأن هناك فكرا أكثر عمقا ينظر إلى أبعد من الاهتمام بمظهر المرأة فى خلال رحلة لبحثهن عن إجابات.