نقلت صحيفة اندبندنت البريطانية عن السلطات الايطالية استعدادها للمساهمة فى الاشراف على وقف اطلاق النار، وتدريب القوات المسلحة المحلية فى ليبيا فى اطار المساعى، للسيطرة على تدهور الوضع الأمن بالبلاد، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولى الذى عقد لمناقشة الأزمة. والقت الصحيفة الضوء على الصراع الدائر على السلطة حاليا فى ليبيا، والخلاف بين قوتين يدفعهما الثوار، بعد الاطاحة بالزعيم الليبى السابق معمر القذافى، بالاضافة الى التهديد الذى يشكله توغل تنظيم داعش، والذى ظهر جليا بعد نشر الفيديو البشع لجريمة قتل 21 عاملا مصريا هناك. وكان وزير الخارجية الايطالى باولو جنتيلونى قد صرح للبرلمان بان تحالف التنظيم مع الميليشيات المسلحة فى ليبيا، على طريقة التنظيم فى سوريا والعراق، يشكل تهديدا للدول المجاورة لها.، ودعا الى معالجة الوضع بتوليته الاهتمام الكامل. وكانت ايطاليا قد شاهدت الفيديو فى وجود شعور من جانبها بالتهديد، بعد مقتل المصريين على سواحل البحر الأبيض فى ليبيا والتى تبعد 185 ميلا فقط عن حدود دولتها، بعد التدهور الأمنى الشديد الذى وصلت له الدولة، فى أعقاب الاطاحة بالقذافى بمساعدة القوات الغربية،هذا بالاضافة الى مئات الآلاف من المهاجرين الذين وصلوا لجنوب ايطاليا على متن مراكب غير آمنة، متجهين اليها من ليبيا، عن طريق المهربين، مما يساهم ايضا فى تأجيج مشاعر العداء تجاه المهاجرين هناك. وفى السياق نفسه قالت وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتى، فى كلمتها للبرلمان، انه ليس هناك دلائل على زيادة التهديدات على ايطاليا بالتحديد، وأضافت: "نحن فى خطر، مثلنا مثل كل الدول التى تحارب الارهاب". وكانت بينوتى قد أشارت الى استعداد ايطاليا للمساهمة فى الاشراف على وقف اطلاق النار فى ليبيا، وتدريب عناصر القوات المسلحة، من خلال اطار عملية الأممالمتحدة، فى جين حذرت من ان اى تدخل عسكرى فى ليبيا يجب ان يتم من خلال التنسيق مع ليبيا، وموافقتها. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الدفاع: "من غير المنطقى الحديث عن القيام بعملية لفرض السلام فى ليبيا، حيث يجب أولا ان يكون هناك توافق بين جميع الأطراف، ولكنها ستكون بعثة لحفظ السلام". وأشار وزير الخارجية الايطالى الى ان الزيادة فى أعداد المهاجرين بنسبة حوالى 60 % عن أول ستة أسابيع فى السنة، بمعدل 5.300 مهاجر، من الواضح انها تتعلق بالارهاب. وجاء التعليق بعد تصريحات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى وتحذيره بان مصر سترد بقوة على أى أعمال تهدد أمنها، خلال الجولة التى قام بها على الحدود مع ليبيا، بعد يومين من الهجمات الجوية التى أطلقتها القوات المصرية على معاقل التنظيم فى درنة، فى أعقاب ظهور الفيدو الصادم. وأشارت الصحيفة الى تصريحات السيسى بان انشاء تحالف تدعمه الأممالمتحدة يعد الوسيلة الأفضل للتعامل مع المليشيات المسلحة هناك، وذلك على الرغم من التقارير التى تشير الى ان مشروع القرار الذى تم تقديمه الى مجلس الأمن من جانب الدول العربية لم يذكر أى تدخل عسكرى فى البلاد.