اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات مبعوث اللجنة الرباعية الدولية "توني بلير" على هامش زيارته إلى قطاع غزة أمس مناورة خطيرة للضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بتنازلات عن حقوقه المشروعة. وقالت "الجبهة الشعبية" (يسار) - في بيان صحفي اليوم - إن التصريحات الصادرة عن بلير مسعى جديد منه ومن الرباعية بهدف الضغط على الفلسطينيين لقبول الاشتراطات السياسية ب"الاستعداد لقبول دولة فلسطينية على حدود 1967 مع كون هذه الدولة تمثل الحل النهائي للصراع" حتى يتمكن "المجتمع الدولي من ترويج دعم إعادة الإعمار جنبا إلى جنب مع المصالحة". وأضافت "إنها تنظر بخطورة لهذه التصريحات وتدينها بقوة وتدعو إلى رفضها ومواجهتها، خاصة وأنها تستغل معاناة الشعب الفلسطيني جراء الحصار والعدوان للهبوط بحقوقه الوطنية التي حصرها بلير بالدولة كحل نهائي للصراع خلافا للشرعية الدولية وقراراتها، فضلا عن رهنه إعادة إعمار قطاع غزة بهذا الشرط السياسي وبشروط أخرى لها علاقة بهوية حركة حماس وعلاقتها بالجوار، وهو بعيد كل البعد عما قررته الدول المانحة في القاهرة". كان بلير قد حدد ثلاثة شروط مسبقة يمكن أن تقود إلى "عملية سلام ناجحة"؛ أولها تحقيق تحسن كبير وواسع في مستوى معيشة الفلسطينيين، وثانيها وجود سياسة فلسطينية تؤيد صراحة السلام وحل الدولتين، وهو ما يعني دولة فلسطينية ذات سيادة ودولة إسرائيل آمنة ومقبولة.مشيرا إلى أن الشرط الثالث يتمثل في تعزيز دور المنطقة من خلال التحالف مع المجتمع الدولي، الذي يجب عليه الإسراع إلى تقاسم القيادة في هذه القضية. وقال بلير إن المجتمع الدولي يحتاج إلى الوضوح من حركة حماس، وتساءل "هل هي حركة قومية فلسطينية مكرسة لإقامة دولة فلسطينية أم جزء من حركة إسلامية أوسع نطاقا بمخططات إقليمية تؤثر على الحكومات خارج غزة؟ وهل هم مستعدون لقبول دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 أم لا، على أن تكون مثل هذه الدولة تسوية نهائية للصراع؟".