أخيرا خرجت حركت المحافظين للنور بعد ستة أشهر من المداولات والمقابلات والتسريبات؛ مما أشعر الكثيرون أن هذه الحركة ولادة متعسرة لن تخرج للنور، والبعض اعتبر التأخر فى خروجها بسبب صراعات القوى والرغبة فى فرض شخصيات معينة من رجال الشرطة والقضاء والجيش، كما كان يحدث فى الماضى فقد كانت المجاملات هى المعيار الوحيد للاختيار، وكانت مبادئ الشللية وتكريم قيادات تخطت سن الستين، وأحيانا السبعين هو المعيار لتولى منصب المحافظ. ولكن بعد صراع كبير خرجت حركة المحافظين لتعلن للرأى العام وجميع الشعب المصري أن الرئيس السيسي يعلم جيدا كيف تدار الأمور فى مصر والصراعات الموجودة وبرغم كل شيء هو مصمم على إعادة بناء مصر وفق فكر جديد متطور، وأن المعيار الوحيد لتولى المناصب هو الكفاءة والخبرة والنزاهة والسمعة الطيبة، والإصرار على خدمة الوطن، وقضى بهذه الحركة على نظام الكوتة للهيئات المختلفة، وأرسل رسالة للجميع مصر الجديدة سيقودها الشباب المبدعون، وهى الرسالة الاهم والتى اعتبرها بشرة خير حقيقية ورسالة لكل مصرى كلنا شركاء فى بناء المجتمع ومصر للمصريين جميعا، وهناك عدة محددات مهمة فى هذة الحركة اعتبرها تطورا وانجازا حقيقيا لرؤية الرئيس لمن سيقود مصر فى الفترة المقبلة ومنها: حركة المحافظين ولاول مرة بها شباب فى سن الثلاثينات والأربعينات من العمر وهى المرة الأولى التى تحدث فى تاريخ مصر الحديثة منذ ثورة 1952 وحتى الآن فقد كانت كل القيادات فى السابق شخصيات فوق الستين والسبعين وإصرار الرئيس على اختيار الشباب رسالة مهمة، أن الشباب هم صناع المستقبل القادرون بفكرهم وحماسهم على تحريك المياه الراكدة فى الجهاز الادارى للدولة وتحديدا قطاع المحليات الذى يعلم الجميع انه سر أزمة مصر الحقيقية؛ لذلك فى هذه الحركة أغلب الوجوه شابة فى ريعان شبابها وقد حانت فرصتها للمشاركة فى قيادة البلاد وبناء مصر الجديدة. حركة المحافظين الجديدة أفرزت لنا شخصيات غير مستهلكة إعلاميا من ساكنى الفضائيات وخبراء "التوك شو" فأغلب المحافظين يقدمون لأول مرة للرأى العام وليسوا من المحسوبين على الاحزاب والحركات والائتلافات السياسية، فهم خبراء فى أعمالهم سواء شخصيات أكاديمية او تنفيذية، وأسماؤهم تعتبر جديدة على مسامع المصريين مما يعطى رسالة مهمة وواضحة للجميع ان الدولة الجديدة تبحث عن الخبرات والكفاءات فى كل مكان وتقدم لهم الفرصة الحقيقية للمشاركة فى علاج ازمات الدولة المصرية وبناء مصر الحديثة. حركة المحافظين الجديدة تقدم للرأى العام والمشهد السياسي المصري تجربة نواب المحافظين من الشباب فى أربع محافظات كخطوة أولى لتطبيقها فى باقى محافظات مصر وهى الانجاز والابداع الحقيقي فى هذه الحركة لعدة أسباب فى مقدمتها تدريب الشباب على العمل التنفيذى، ودولاب العمل الحكومى كنواة لاختيار المحافظين فى المستقبل منهم وهى بمثابة فترة تدريبية للشباب المختارين؛ لأن الامل الحقيقي فى بناء مصر للشباب صناع الثورة والتغيير والاهم من ذلك شيء مهم هو استيعاب الدولة لطاقات الشباب وتوظيفها لخدمة الوطن وعمل بنك للقيادات الشابة يكون تحت تصرف الحكومة تكلفهم بالاعمال والمهام فى أى وقت ومصر فى أشد حاجة لتعزيز وتدريب الشباب على المناصب القيادية بعد حالة التجريف واهمال الشباب فى العصور السابقة. حركة المحافظين بشرة خير حقيقية وندعو للمحافظين الجدد بالتوفيق والنجاح وعدم الوقوع فريسة للبطانة والحاشية التى تحاول السيطرة على بعض القيادات وابعادها عن الشارع والناس مما يجعلها فريسة للفشل والاستبعاد لذلك ننصح كل محافظ جديد بترتيب البيت من الداخل من مكاتبهم والسكرتارية والبداية فى البحث عن شيوع حالة من العدالة والرضا الوظيفى فى دواوين المحافظات واكتشاف الموهوبين والمبدعين وليس الاكتفاء بالاوراق والغرق فى الاجتماعات واللجان وغيرها لذلك على كل محافظ جديد ان يعمل احداث ثورة ادارية تصحيحية فى دواوين عام المحافظات فبوابة الاصلاح الحقيقي فى مصر هو اصلاح المحليات. [email protected]