من بين أهم ما يشير إليه الدكتور عبد الرحيم لمشيش في كتابه الإسلام والغرب... صدام حضارات.. أم تعايش ثقافات أن المسلمين في أغلبيتهم الساحقة يبدون قبولا باللعبة الديمقراطية. لكن علي الدول الأوروبية من جانبها أن تعتبر الإسلام ديانة لها مكانتها في المجال العام والمسلمين مواطنين حقيقيين... وعلي فرنسا أن تكون النموذج في هذا المجال لكون الإسلام هو الديانة الثانية في هذا البلد! ويتحدث الكاتب عن أوربة الإسلام علي غرار ما يعرف في فرنسا ب فرنسة الإسلام بمعني جعل الإسلام أوروبيا, يتناسق وينسجم مع القيم الأوروبية بقطع الأوصال مع الدول الأصلية للجالية المسلمة في أوروبا, وذلك أن الشباب المسلم الذي ولد وتربي وتعلم في أوروبا هو من مواطني دول الاتحاد الأوروبي, وهذا الواقع يحتم تسهيل إدماج الإسلام في الحياة الاجتماعية لتفادي التهميش والاحتقان الاجتماعيين! ويشير المؤلف إلي أن وجود الملايين من المسلمين في أوروبا القريبة جغرافيا من العالم العربي والإسلامي لابد وأن يؤديا إلي التخلي عن الصور النمطية, وإحلال ديناميكية الحوار والتعايش محل منطق التقوقع علي الذات والصدمات! ويتحدث الكتاب باستفاضة عن العلاقة بين أوروبا والإسلام ويقول إنها لا تنسحب فقط علي مكانة هذا الأخير في أراضيها بل أيضا علي علاقتها مع جنوب المتوسط فالسياسة الطموح التي أعلن عنها عبر مشروع المشاركة الأوروبية- المتوسطية تشكل مثالا مشجعا, بشرط أن يركز الأوربيون جهودهم علي تضييق هوة ظروف المعيشة ومستويات النمو بين شعوب الضفتين, كما أنه لا يمكن لأوروبا أن تنفتح علي الشرق الشيوعي سابقا بينما تدير الظهر لجيرانها العرب والمسلمين! ويري المؤلف أن سياسة التقوقع للجاليات الإسلامية تهدد التوازن الداخلي للاتحاد الأوروبي وبالتالي تغذية الخطاب الأصولي المعادي للغرب في الدول الإسلامية. ويشير الكتاب إلي الانسداد السياسي علي الضفة الجنوبية وعدول الأنظمة عن مباشرة التحول الديمقراطي الذي لا مناص منه ملاحظا افتقار هذه الأنظمة إلي استراتيجية منسجمة, ومشتركة لمواجهة تنامي التيارات السياسية الدينية المتشددة أما الاندفاع الاقتصادي الإقليمي فهو يبقي رهينة لعملية سلام محتضرة بسبب السياسات الإسرائيلية المتعنتة التي مازالت تحظي للأسف بقدر من الرعاية والمباركة الأوروبية! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: كلما اكتمل نضج العقل تنتفي الحاجة إلي الكلام! نقلا عن الاهرام