بعد يوم من وصف الاسلام بأنه جزء من ألمانيا قالت المستشارة أنجيلا ميركل ان حكومتها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمكافحة التعصب والتمييز ووصفت استبعاد جماعات معينة من المجتمع بأنه "يستحق الشجب انسانيا". تأتي تصريحاتها بعد يوم من اشتراك 25 ألف متظاهر مناهض للاسلام في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا في مسيرة وهم يحملون صورا تهكمية لميركل ترتدي غطاء للرأس يشبه الحجاب ويطالبون بفرض قيود أشد على الهجرة ووضع نهاية لتعدد الثقافات في ألمانيا التي يقيم فيها أربعة ملايين مسلم معظمهم من أصل تركي. واجتذبت حركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) عددا أقل بكثير من المؤيدين في مدن أخرى. واجتذبت المظاهرات الرافضة للعنصرية حشودا أكبر بكثير. لكن ردود الفعل العنيفة ضد المهاجرين تمثل تحديا لميركل. ويضم حزبها المحافظ متشككين بشأن الهجرة بالاضافة الى ان أعضاء من حزب (البديل لألمانيا) وهو حزب يميني جديد يتصاعد التأييد له تحالفوا مع حركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) في انتقاد ميركل لسماحها بدخول كثير من المهاجرين وطالبي اللجوء. وعبرت ميركل عن رفضها الشديد لحركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)والمتعاطفين معها. وقالت "ما نحتاج الى عمله الان هو استخدام كل الوسائل المتاحة لنا لمحاربة عدم التسامح والعنف". وأضافت "استبعاد مجموعات من الاشخاص بسبب الدين مسألة لا تليق بالدولة الحرة التي نعيش فيها. هذا أمر لا يتماشى مع قيمنا الاساسية. وأمر يستحق الشجب انسانيا." وأضافت "رهاب الاجانب والعنصرية والتطرف لا مكان لها هنا." وأدلى الرئيس يواخيم جاوك بتصريحات تتفق مع رسالتها. وانضم الى ميركل وزعماء دينيين في وقفة تكريما لضحايا هجمات الاسبوع الماضي التي نفذها متطرفون اسلاميون في باريس وقتل فيها 17 شخصا. وقال جاوك وهو قس ومعارض سابق في المانياالشرقية لحشد من عدة مئات عند بوابة براندنبرج "أصبحت ألمانيا أكثر تنوعا من خلال الهجرة - دينيا وثقافيا وفكريا." وأضاف "هذا التنوع جعل وطننا ناجحا وممتعا ومحببا." وقال أيمن مزيك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وهو يتحدث بالفرنسية "أنا يهودي .. أنا مسلم" مضيفا "نقف معا من أجل ألمانيا منفتحة على العالم بقلب كبير يحترم حرية التعبير والصحافة والدين." كما تحدث زعماء مسيحيون ويهود أيضا. وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة بيرتيلسمان ان 57 في المئة من الالمان غير المسلمين يشعرون بالتهديد من الاسلام. وأجري الاستطلاع قبل الهجمات في باريس. وقالت ميركل يوم الاثنين ان الاسلام جزء أساسي من المجتمع الحديث في ألمانيا وهو تعليق نقلته الصحف الكبرى في صفحاتها الاولى. لكنه جلب انتقادا من عدد من السياسيين اليمينيين بينهم أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه. وقال فولفجانج بوسباخ وهو عضو بارز في الحزب "ما هو الاسلام الذي تقصده؟ هل يشمل التيار الاسلامي الاصولي والتيارات السلفية؟". واضاف "ألمانيا لديها ثقافة يهودية-مسيحية وليس تراثا ثقافيا اسلاميا." وقال بيرند لوك وهو من زعماء حزب (البديل لألمانيا) "اذا كنا أمناء بشأن ذلك فان الاسلام غريب على ألمانيا." وستواجه ألمانيا التي بها واحد من أقل معدلات المواليد في أوروبا أزمة ديموغرافية خلال العقد القادم وتشجع حكومة ميركل الهجرة للتعامل مع ذلك. وفي عام 2013 استقبلت ألمانيا 437000 شخص معظمهم من شرق أوروبا وهو أعلى مستوى في 20 عاما. كما رحبت بما يقرب من 200000 طالب لجوء في العام الماضي كثيرون منهم من سوريا التي تمزقها الحرب.