قالت الدكتورة هند مرسي، مدرس مساعد بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن منظومة الكروت الذكية الخاصة بتوزيع المواد التموينية والخبز، ساعدت علي تقليل اهدار الدقيق الموجه لدعم لرغيف الخبز بنسبة كبيرة، موضحة أن جزء كبير من تلك المخصصات كانت تهدر بحيث كان يستغل الرغيف علفاً للحيوانات بدلاً من استحقاقه للفئات الأقل دخلاً. وأضافت مرسي ل"صدي البلد"، أن فكرة وزارة التموين لتحفيز المواطنين علي المفاضلة بين احتياجاتهم الاساسية من المواد التموينية المختلفة واستحقاقهم لنقاط نتيجة توفير استهلاك، لها أبعاد وضعتها الحكومة وهي معرفة حجم الاستهلاك الحقيقي والفعلي للفئات الأكثر احتياجاً. وأوضحت مرسي أن الحكومة لم تلغ الدعم ولكنها قامت بتحويله من الصورة العينية إلي النقدية، بحيث يصل استحقاق الفرد الواحد للدعم بواقع 22 جنيهاً، يمكن من خلالها شراء ما يحتاجه من سلع تموينية وفقاً لاحتياجه وحريته في الاستهلاك. وأشارت مرسي إلي ان منظومة الخبز الجديد قضت علي أكثر من 95% من عمليات تهريب الدقيق و توجيهه للسوق السوداء، وهو ما ساعد علي اهدار مليارات الجنيهات من أموال الخزانة العامة، بدون أن تذهب للفقراء ومستحقي ذلك الدعم. وشددت مرسي علي ضرورة الخروج من اطار دعم الطعام والشراب، وتوجيهه للجانب الخدمي كدعم قطاعي التعليم والصحي بحيث يمكن للمواطن أن يحصل علي أفضل الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية بدلاَ من الحالة الراهنة التي يشهدها القطاع الصحي من تردي لا يعود بأي منفعة علي المواطنين. وأوضحت أنه ينبغي تغيير فلسفة الدعم الاستهلاكي والذي لا يحقق أية منفعة إلي دعم الخدمات والسلع التي تؤثر في حياة المواطن وترفع معدلات النمو الاقتصادي من جهة أخري، مشيرة إلي أن الدولة مفروض عليها دعم ورعاية المسنين والعجزة وغير القادرين علي العمل، وما دون غيرهم مادام قادراً علي العمل فلا يستحق دعماً.