«البكابورت»، هو بالوعة كبيرة أسفل البنايات يتجمع بها المخلفات العضوية للسكان لتصرف فى مواسير الصرف التى تمر أسفل البكابورتات جميعا ... بحكم الزمن والعمر الافتراضى بجانب إهمال الصيانة وتردى حالة مواسير الصرف انسدت المواسير وتشققت ودخل منها وفيها الحشرات والديدان حتى الزواحف المتوحشة تربت فى أحضان المواسير التى أصبحت مكانا خصبا لتربية كل ما هو ضار. طفح «البكابورت»، أسفل كل عمارة وعمت رائحته الكريهة وانتشرت الأمراض وتدهورت صحة السكان والمبانى. اختنق الجميع شعروا بالضيق وفجأة قرر شاب أن يفتح غطاء البكابورت لينظفة فهلل السكان فسمعهم باقى الحى فهرولوا بفتح غطاء "البكابورتات" ليتخلصوا من المرض فى محاولة للحفاظ على البنايات من السقوط. وانشغلوا بالفرح وكل أسرة تفاخرت بشبابها الذين استطاعوا أن يحركوا غطاء البالوعة ولم ينتبه أحد للنظر داخل "البكابورت" وكيفية تنظيفة فخرجت الحشرات والديدان والصراصير والزواحف المتوحشة تتصلق الجدران بهدوء لتدخل جميع الشقق والطرقات وتستوطن المفروشات وتنتشر وتتوغل . وهرول الجميع يحاول كل منهم تنظيف شقته فقط مرة باستخدام المبيد ومرة بالتنظيف ومرة بالكنس وراوغت الحشرات وتنقلت من جدار لآخر واستخدمت "البكابورت" المفتوح المنسى فى التراجع والهجوم. ونفذت قوى السكان وأخذ التعب يحل بهم دون جدوى فهاجر البعض ومازال البعض الآخر يحاول محاربة الحشرات داخل مسكنه وانقسم السكان جزء يلعن من قام بفتح غطاء «البكابورت» وجزء صامد فى مواجهة الحشرات وجزء حمل حقائبة وترك الحى. فى وسط الحى كان هناك منزل قديم عتيق تسكنه أكبر عائلات الحى ورغم كبر وتهالك المبنى إلا أنه كان يتميز بساكنيه فهم عائلة واحدة مترابطة استطاعت أن تصد هجوم الزواحف وتتخلص منها وتطاردها إلى أن اكتشفوا أنها تهرب للبكابورت المفتوح لتهرب إلى البنايات المجاورة وتعود وتهرب. وانتبه حكيم الحى لمخطط الحشرات الضارة وترك أسرته ينظفون البكابورت ويطهرونه ونزل ينادى على جيرانه أن ينتبهوا ويكون هدفهم الأول تنظيف «البكابورت» . « يا عرب ما الثورة إلا رفع الغطاء وقد حان وقت العمل» .
