طالب الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الفلسطينيين والمقدسيين بحفظ خريطة القدس وأسماء المناطق والأحياء العربية بها للحيلولة دون تهويدها من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل سياسة التضييق على المقدسيين بكافة الأساليب والطرق حتى باتت حياتهم شبه مستحيلة. وقال عيسى، في تصريح خاص برام الله اليوم، "إن مدينة القدس توجه رسالتها للعالم بأسره ونحن على أعتاب العام الجديد عسى أن تصل يوما ما، حيث تحتاج المدينة المقدسة هذا العام أكثر من أي وقت مضى دعما كاملا في كافة مناحي الحياة فيها". وأضاف أن الدعم المالي للمقدسيين يعتبر أهم نقطة في مساعدتهم على الصمود في وجه ترسانة التهويد والتهجير والمخططات التلمودية حتى بات المقدسيون يعيشون في سجن كبير تمارس فيه قوات الاحتلال كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب. وأوضح أن المقدسيين يعانون من سياسة التضييق من قبل سلطات الاحتلال، وفرض غرامات مالية باهظة عليهم لإجبارهم على الرحيل من القدس، مما يؤدي إلى تناقص أعداد المرابطين بالقدس والمدافعين عن الأقصى المبارك. وأكد أنه لا بد من توفير دعم قطاع الإسكان، حيث أن السكن من أبرز معاناة المقدسيين في أرضهم، في ظل ما تفرضه حكومة الاحتلال وبلديتها في المدينة المقدسة من قوانين صارمة تمنع المقدسيين من ترميم منازلهم، أو البناء على أراضيهم، فضلا عن مصادرة الأراضي وهدم المنازل، حيث بات المقدسيون يعيشون في بيوت قديمة تفتقر لأدنى درجات الصحة، فهى شديدة البرودة في الشتاء تغمر المياه رؤوس أصحابها جراء الشقوق، وشديدة الحر في الصيف مليئة بالحشرات، لذلك لا بد من وقفة حازمة لإعانة المقدسيين على الصمود والتحدي من خلال المنح السكنية وإعادة الترميم. أما قطاعات الصحة والتعليم، فإن القدس تعاني من نقص في المستشفيات والعيادات الصحية، إضافة الى نقص حاد في المدارس ومستلزماتها حيث بات آلاف الطلاب دون مقاعد دراسية، والعديد من المرضى لا يجدون العلاج، لذا يعتبر توفير المعدات الطبية والمراكز الصحية ومستلزماتها، إضافة لدعم قطاع التعليم في المدينة من أولويات نصرة المقدسيين. وأشار إلى ضرورة إعداد خطة توعوية إعلامية لإطلاع الرأيين العربي والدولي على ما يدور داخل مدينة القدس من عمليات تهويد وتهجير للسكان وسرقة للتراث الإسلامي، وهذا الأمر يكون من خلال نشر الخرائط التي تخص مدينة القدس من خرائط السكان وخرائط التراث وخرائط الحفريات وغيرها، وكذلك نشر مقاطع الفيديو والدراسات والتقارير التي توثق ما يدور داخل القدس وتحت المسجد الأقصى المبارك. وبالنسبة لأعياد الميلاد، قال عيسى إن احتفالات هذا العام في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية كانت "رائعة" رغم بطش الاحتلال، حيث احتفل المسلمون والمسيحيون بالأعياد على الطريقة الفلسطينية الوطنية، وكان الجميع فرح بالحشود الوطنية والإسلامية - المسيحية في القدسالمحتلة . وأضاف أن أعياد الميلاد في القدس هذا العام أكدت على أن القدس عاصمة الشعب الفلسطيني ودولته العتيدة القادمة، وأن السلام لن يكون إلا بأن تكون المدينة مفتوحة لجميع اتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلامية والمسيحية و اليهودية. وأوضح أن الاحتلال ما زال يصر بعنجهيته البغيضة على تعكير هذه الفرحة من خلال جدار الفصل العنصري الذي يحرم أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة من المشاركة في هذه المناسبة العطرة في مدينة القدسالمحتلة حيث توجد كنيسة القيامة، المكان الذي كان منه قيامة المسيح، كما يواصل الاحتلال اعتداءاته على المقدسات الإسلامية المسيحية، فهي فرحة تنتابها غصة الظلم. وأشار إلى أن القدس ستبقى منارة ومحبة ودفئا للجميع وقال "تحية للقدس ومن فيها وألف تحية لأهلها ومحبييها تحية للنسيج الاجتماعي فيها، وأقول "قم للقدس وحيي من فيها إن في القدس جنود الله تحميها".