خنجر في خاصرة الصوت

في كل مساء.. حين تهتك دقات الساعة ستر الليل.. حين يصير الصمت خنجر موت في خاصرة الصوت.. تستيقظ أيامي المدفونة في جسدي المتناثر.. أتشابك شوقا وحنينا ودموع وداع..
في كل مساء أمارس عودة بالذاكرة إلى نبضات صوتك... أجمع صداه من الأثير وأعيد صياغته من جديد لعله ينشر في وجودي رحيلا وهميا إليك..
تقول التي عادت من حيث لم يعد أحد:
- قضية الموت ليست على الإطلاق مشكلة الميت.. إنها مشكلة الباقين على قيد الحياة.. الذين لا يدركون أن الموت ليس النوم الأخير.. وإنما اليقظة الأخيرة.
- نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة.. ونحبّ الموت متى اعتقدنا أنه الطريق إلى الحياة.
- بعض الناس يموتون بالحب.. وبعض الناس يعيشون بالكراهية.
تقول التي عادت من حيث لم يعد أحد:
- جهزت روحي لأرحل خلف أبي وأمي، أحتمي بردائهما إلى الأبد من عصف الغل المسموم ونيران الحقد الأسود.
- لا تأبه بمن يتصورون أن المجد لمن يعلو خشبة المسرح ولو كان كومبارسا، ولا تلتفت لمن يتوهمون أن الطريق إلى النصر المبين يمر بحلبة الرقص فوق جثث الموتى.
- من يسطو على جهد الآخرين ليس بمقدوره أن يمنح صكوك الغفران.. السارق لن يكون أبدا قديسا.
تقول التي عادت من حيث لم يعد أحد:
- الموت في الكترة سترة.. واللي يستره ربنا الناس متفضحوش.
- المتآمرون نوعان.. نوع يفكر دون تنفيذ.. ونوع ينفذ دون تفكير.
- لا تصدق ما تسمع.. ولا تصدق أيضا نصف ما ترى فالوجوه مغلفة بأقنعة المحبة المزيفة.
تقول التي عادت من حيث لم يعد أحد:
- لا يعرف الكذب إلا من يمارسه.. ولا الحقارة إلا من يدانيها.
- دعهم.. فليجمعوا كيدهم.. وليمكروا مكرهم.. وليطوفوا بالمكتب العتيق.
- يدهشني الأصم حين يتحدث عن نشاز الأنغام.. ويضحكني الأعمى حين يتحدث عن تناسق الألوان.
موتك - ربما - وحده القادر أن يجعلهم يدركون كم وجوهم قبيحة.. وكم نفوسهم مريضة.. وكم قلوبهم سوداء.