مظاهرات أمام المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل احتجاجا على اتفاق الشراكة مع أمريكا

تظاهر المئات من المواطنين الأوروبيين أمام مقر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة احتجاجاً على اتفاق الشراكة والاستثمار الذي تتفاوض أوروبا بشأنه حالياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك رفضاَ لسياسة التقشف التي تنتهجها الدول الأعضاء بمباركة المؤسسات الأوروبية.
وذكرت صحيفة "آكي" الإيطالية اليوم /الجمعة/ - أن المتظاهرين يمثلون قطاعات مختلفة من المواطنين من عدة دول أوروبية مثل العمال والعاطلين عن العمل والفنانين وكذلك المزارعين وممثلي النقابات، الذين أتو بجرارتهم إلى مركز الحي الأوروبي في العاصمة البلجيكية ، ما أحدث ارباكاً في حركة المرور ودفع الشرطة إلى فرض طوق أمني حول المكان.
ولكن المفارقة تكمن بأن المتظاهرين ، الذين أرادوا إسماع أصوات احتجاجهم على سياسة التقشف والاتفاق المقبل مع الولايات المتحدة الأمريكية، لزعماء أوروبا، يتظاهرون اليوم أمام مبان فارغة، إذ أن أعمال القمة الأوروبية انتهت ليل أمس بشكل غير متوقع.
وحول اعتراضات المحتجين ، يقول رودي يانسنس، ممثل النقابة الاشتراكية في بلجيكا، والذي شارك في التظاهرة، أن المواطنين يشعرون بالقلق تجاه الاتفاق المقبل مع الولايات المتحدة الأمريكية والذي هو عبارة عن اتفاق استثمار وتبادل تجاري حر، مشيرا إلى أنه "لا يهدد فقط المزارعين الأوروبيين، بل أيضاً معايير السلامة الغذائية السارية في أوروبا"، حسب تعبيره
وحذر من خطورة "تطويع" النظام الاجتماعي الأوروبي للمعايير الأمريكية، وقال "هذا الاتفاق يشكل تهديداً حقيقياً لنظامنا الاجتماعي ونظام الخدمات العامة المتطور في أوربا".
واستند يانسنس في كلامه إلى الثغرات الواضحة في النظم والمعايير الأمريكية التي أدت، برأيه، إلى وقوع الكثير من الظلم الاجتماعي والتهميش في المجتمع الأمريكي.
وطالب المحتجون زعماء أوروبا بالتوقف عن محاباة المصارف والأغنياء والعمل على التقليل من الفوارق الاجتماعية داخل الدول الأعضاء في الاتحاد .. ويرى المشاركون في التظاهرة أن تحركهم اليوم كان ناجحاً بالرغم من عدم وجود الزعماء الأوروبيين في مقر المجلس، مشيرين إلى أن التغطية الإعلامية الكافية تساهم في توعية المواطنين على الخطر الداهم الذي يهددهم .
وكان زعماء أوروبا قد اعربوا عن أملهم توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية العام القادم، 2015، ما أثار حفيظة النقابات والمنظمات غير الحكومية وخاصة المزارعين الذين يرون في مثل هذا الاتفاق تهديداً مباشرة لمستقبل قطاعهم.