تعرضت محافظة جنوبسيناء لأول مرة لأزمة وقود طاحنة فى جميع المحطات، حيث اختفت جميع أنواع الوقود من بنزين وسولار من المحطات الرئيسية بداية من رأس سدر ومرورا بأبوزنيمة التى تأثرت بها السيارات التى تعمل بالمحاجر والتعدين. ووصلت الأزمة إلى شرم الشيخ، فقد تكدست السيارات بالمئات أمام المحطات وفشلت للحصول على الوقود، أما الحافلات السياحية التي تنقل الأجانب فقد عانت هى الأخرى من نقص حاد فى الوقود وتوقفت بعض الرحلات المتجهة إلى القاهرة نتيجة لعدم وجود وقود. الأمر لم يقتصر على مدينة بعينها فى جنوبسيناء، بل شملت الأزمة كل المدن واختفى السولار والبنزين من المحطات، وكانت الأسوأ مدينة نويبع وهى الاقرب لتموين السيارات الليبية القادمة من ميناء العقبة الاردنى. اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، أكد فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن الأزمة فى المحافظة سببها الرئيسى السيارات القادمة من ميناء نويبع البحرى والمتجهة إلى ليبيا الشقيقة، حيث تقوم هذه السيارات بالتمويل من داخل محطات الوقود بالسعر المصرى المدعم وعددها يتعدى آلاف يوميا وهذا هو السبب الحقيقى للأزمة، وأوضح فودة أن هناك اتصالات مكثفة وتنسيق بين المحافظة والتموين والبترول لحل الأزمة التى من المؤكد أنها لو استمرت ستؤثر على قطاع السياحة. فى سياق متصل، قالت فايزة احمد، سيدة أعمال بشرم الشيخ، إنها فشلت فى تمويل سيارتها بالوقود منذ أمس الأول، الاثنين، لعدم وجود بنزين داخل كل المحطات، ورجحت أن السبب هو تحويل خط سير السيارات القادمة من نويبع إلى ليبيا لتمر من شرم الشيخ بدلا من الطريق الأوسط. من المعروف أن السيارات القادمة من من ميناء نويبع البحرى كانت تسلك الطريق الأوسط بسيناء المعروف باسم النفق – طابا، ولكن انتشرت على طول هذا الطريق عصابات مسلحة وقطاع الطرق الذين كان يفرضون اتاوات على كل السيارات التى تعبر هذا الطريق، إلى جانب الاعتصامات المستمرة لأهالى سدر الحيطان التى أوقفت الحركة تماما على هذا الطريق، ترتب على ذلك تغيير خط سير السيارات القادمة من نويبع لتسلط طريق شرم الشيخ – النفق والذى يزيد على الطريق القديم بمسافة 400 كيلو متر تقريبا.