تشير دراسة جديدة قادها باحثون فى كلية " جونز هوبكنز بلومبرج " للصحة العامة فى بالتيمور بالولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن المشورة النفسية والإجتماعية على المدى القصير ، يمكن أن تقلل بشكل كبير من معدلات الإقدام على الانتحار والوفيات بين الأفراد الذى يقدمون بالفعل لإنهاء حياتهم . يعد الانتحار واحدا من أهم 10 أسباب رئيسية للوفاة فى الولاياتالمتحدة ، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون أمريكى يقدمون على جريمة إنهاء حياتهم سنويا . ووفقا للفريق البحثى بقيادة الباحثة "أنيت أنلارجنسن" من قسم الصحة النفسية فى جامعة "جون هوبكنز" أن الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار هم بالفعل هم فى خطر أكبر لتكرار المحاولة مرارا . وأوضحت الأبحاث أن غالبية الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من شكل من أشكال الاضطراب العقلى مثل الاكتئاب أو الفصام ، حيث قد يتلقى هؤلاء الأفراد بعض العقاقير الطبية المعالجة هذة الاضطرابات التى من شأنها المساعدة فى الحد من خطر الانتحار . تعد هذه الدراسة – التى نشرت فى مجلة "لانسيت للطب النفسى " – الاولى من نوعها التى عمدت على تقييم آثار المشورة النفسية والاجتماعية بين مرضى النفسيين الذين يقدمون على الانتحار . وحلل فريق من الباحثين البيانات الصحية لأكثر من 65,000 شخص فى الدانمارك ، التى شهدت تزايد محاولات الانتحار خلال الفترة من الأول من يناير عام 1992 وحتى 31 ديسمبر 2010 . وأشارت فترة المتابعة التى امتدت قرابة 20 عاما ، رصد فرق البحث نتائج استعانة نحو 5,678 شخص بالمشورة النفسية والاجتماعية منذ عام 1992 ، ليتم مقارنتها بالأشخاص الذين لم يستعينوا بهذه المشورة . وقد وجد الباحثون أنه فى السنة الأولى ، فى أعقاب توقف المشورة ، كان الأفراد الذين خضعوا لهذا العلاج 27% عرضة لتكرار محاولات الانتحار ، لتتراجع بينهم الوفيات بنسبة 38% .