عن دار الساقى اللبنانية، صدرت للروائي السعودي محمد حسن علوان روايته الرابعة (القندس). الرواية جاءت في 320 صفحة من القطاع المتوسط، وتتناول حياة شاب من مدينة الرياض ينتمي لأسرة كبيرة ومفككة، مما يؤثر على علاقته بأفراد عائلته الذين يستعيد ذكرياته معهم فرداً فرداً أثناء دراسته. تتناول الرواية أحداثاً اجتماعية في نطاق زمني يغطي ثلاثة أجيال وتدور حول شخصية البطل وعائلته. كما تتناول العديد من جوانب الحياة وتعري الكثير من عيوب المجتمع، وتشير إلى سلبياته، من خلال قصة هذ الشاب السعودي الذى يعيش في كنف عائلة مفككة من أب غير راض عن سلوكياته وأم تركته منذ نعومة أظافره. يسترجع البطل قصة حياته ويقلبها في ذاكرته ليخلِص نفسه من ضغوطها السلبية وآلامها النفسية العميقة التي رافقته منذ الصغر.. وعن سبب إختياره لهذا العنوان يقول الكاتب: إن القندس هو حيوان نهريّ ينتشر في مناطق من أوروبا وشمال أمريكا ويشتهر بالسدود التي يبنيها في عرض النهر لحماية العائلة.. ليربط بذلك بين سلوكيات هذا الحيوان النهري ومابين رموز عائلة جنوبية تسكن مدينة الرياض. وأضاف أن روايته تصنف ضمن الدراما الاجتماعية بعيدًا عن العاطفة ومختلفة عن بقية رواياته. لقد بدا تدرج علوان التصاعدي، حيث يكتب نصه الفاخر على شكل هدية ترضي متابعيه، كما يقال الابداع يجب أن يلازمه كسل وعزلة وهو ما فعله علوان في بوحه الطويل الذي كان يقلق ملهمة سرده (غادة) غرد به لحنا جميلا جعله خارجا عن السرب، تلألأت وتشكلت الكلمات بين أنامله كالصلصال فصنعت نصا يتمازج برشاقة مع محتواه بتقنية متوافقة تنسج حكايا مؤثرة تجبرك على المواصلة حتى آخر سطر فى روايته. جدير بالذكر أن علوان صدر له من قبل ثلاث روايات هي (سقف الكفاية) و(صوفيا) و(طوق الطهارة). وقد تم اختياره عام 2010 ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين في مهرجان هاي فيستيفال الذي عقد في بيروت. وقد نشرت قصته (حنيف من جلاسكو) ضمن الأنطولوجيا الخاصة بالمهرجان والتي صدرت عن دار بلومزبيري البريطانية العريقة. ومن اجواء روايته الأخيرة "القندس" نختار هذا المقطع.. " منذ أن سكنا في الفاخرية وأبي يتعامل مع الناس وكأنه فاتح منتصر لا ساكن جديد. يبني المسجد ويغير أسماء الشوارع ويتدخل حتى في أمزجة العابرين ولوحات المحال التجارية. اضطر صاحب المغسلة المجاورة أن يتكبد مصروفاً إضافياً لتغيير ماسورة تصريف المياه التي كانت تقطر في الشارع بعد أن وبخه أعدة مرات وهدده بإقفال المحل. لم يكن صاحب المحل اليمني يعرف أبي فتخيل أنه يملك القدرة فعلاً فرضخ لمطالبه رغم أن نادراً ما يمر بتلك الجهة من الرصيف، حتى إذا فعل يوماً قفز البائع الهندي في محل البقالة المجاورة من مكانه ليقدم له قطعاً من الحلوى والفاكهة يأخذها أبي منه باستخفاف ليلقيها في حجر المتسولة التي تستوطن ركناً ثميناً من الحي منذ سنوات...".