يحتفل المسلمون فى العالم الاسلامى غدا ( الاثنين ) ب "عاشوراء" التى توافق يوم العاشر من شهر المحرم فى التقويم الهجرى ، وهى مناسبة تحدث فيها بعض المؤرخين، عن العديد من الأحداث التي وقعت فى مثل هذا اليوم ، واختلف معهم علماء الدين حيث قال المؤرخون أنه اليوم الذي تاب فيه الله على آدم، ونجا الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجا موسى وبني إسرائيل، وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه ، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء. إلا إن المناسبة التى لا جدل بشأنها لأنها واقع شهد عليه التاريخ هى ذكرى استشهاد حفيد النبى محمد صلى الله عليه وسلم وثالث أئمة آهل البيت الإمام الحسين بن على "سيد الشهداء" ظلما فى موقعة كربلاء المقدسة ، وما بين استشهاد الحسين فى تلك الموقعة التى كانت مأساة مروعة و يومنا هذا و على بعد مئات الكيلومترات من كربلاء ومساحة زمنية تقدر ب1375عاما ، نجد تنظيم " داعش " المعروف بالدولة الإسلامية فى العراق والشام والذى يهدف أعضاؤه إلى إعادة الخلافة الاسلامية بالعنف الذى يدمى قلوب المسلمين ويحرك عواطفهم ومشاعرهم فى كل مكان ، ذلك التنظيم الذى ضل سعية فقام يذبح ويقتل باسم الإسلام , وهو بعيد كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي السمحة التى تتسم بحسن الخلق ومعاملة أهل الكتاب معاملة حسنة. ويمثل يوم عاشوراء فى الثقافة الإسلامية مناسبة للاحتفال ، واحتفال المسلمين به يختلف من مكان لآخر ، ففى مصر يحتفل المصريون بهذه المناسبة بأعداد حلوى العاشوراء المصنوعة من القمح ، واعتباره " موسما " للولائم والعزائم ، والكثير منهم يصوم يومى التاسع والعاشر من شهر محرم وهو صوم مستحب لدى السنة ومكروه عند الشيعة حيث يكتفوا بالصوم عن الماء فقط. واختلفت الروايات في أصل صوم عاشوراء حيث تنقل بعض كتب أهل السنة والجماعة ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم صامه عندما علم أن يهود المدينة يصومونه ، ورفض البعض هذه الرواية لاختلاف عاشوراء اليهود عن عاشوراء المسلمين . ويسمى المغاربة يوم عاشوراء، " بيوم زمزم " وفيه يقومون برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركا ، ويحاول التجار بيع كل بضائعهم ، ويعقب عاشوراء "ليلة الشعالة" حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل الحسن والحسين، دون أن يشير إليهما بالاسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم "عاشور"، وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى ، وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء. ويوم عاشوراء له أهمية كبيره خاصة عند الشيعة لأنه يوافق ذكرى حزينه وأليمة لمقتل الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته ظلما، بعد حصار دام ثلاثة أيام منع هو وأهل بيته من الماء ، ومن الشعائر التي يقوم بها الشيعة الاثني عشرية، في جميع أنحاء العالم وخاصة في كربلاء، توزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء وإشعال النار للدلالة على حرارتها ، وزيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام الحسين والبكاء عند سماعها واللطم تعبيرا عن حزنهم على الواقعة ، والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته. ، ويقوم البعض بتمثيل الواقعة وما جرى بها من أحداث أدت إلى مقتل الحسين بن علي فيتم حمل السيوف والدروع ، ويقومون بتمثيل حادثة مقتل الحسين جماهيريا فيما يعرف "بموكب الحسين" ، ويقوم البعض بضرب انفسهم بالسلاسل وإسالة الدماء ، وقد تبلورت الثقافة الشيعية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معان كبيرة لدى الشيعة، الذين يعتبرون معركة كربلاء ثورة سياسية ضد الظلم. بينما أصبح مدفن الحسين في كربلاء مكاناً مقدساً لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، مع ما يرافق ذلك من ترديد لأدعية خاصة أثناء كل زيارة لقبره. وقد أدى مقتل الحسين إلى إصدار سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة مقتله وألفت عشرات المؤلفات لوصف حادثة مقتله.