تعاني المنطقة الصناعية بالفيوم من مشكلات عديدة تهدد مناخ الاستثمار بالمحافظة، وذلك بسبب نقص العمالة داخل مصانع المنطقة الصناعية بالمحافظة ، وزاد الأمر خطورة بعد ثورة يناير الأمر الذي يهدد بوقف تشغيل تلك المصانع وذلك بعد الهزة الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد بسبب الأحداث الراهنة . أرجع المستثمرون والمسئولون بالمنطقة أسباب نقص العمالة إلى نقص الرواتب وهجرة العمال إلى المناطق الصناعية في المحافظات الأخرى بحثا عن المقابل المادي الأكبر ورغبة فى الاختفاء عن تحكم وسيطرة الأسرة ، بينهما اتهم أصحاب المصانع مكتب العمل بالمنطقة الصناعية بعدم التعاون معهم في القضاء على تلك الأزمة وتوفير العمالة للحفاظ على مستقبل هذه المصانع . بينما أكد مدير القوي العاملة بالفيوم أن مكتب العمل يقوم بدوره على أكمل وجه مشيرا الى أن العمال يهربون من المنطقة الصناعية بكوم أوشيم بسبب ضعف الرواتب التي يتقاضونها في المصانع, حسب قوله. ويرى محمد حجازى مدير مصنع للنباتات الطبية والعطرية أن هناك ظاهرة غريبة تنتشر في محافظة الفيوم وهي هجرة العمال بعد تدريبهم داخل المصانع ووصولهم لدرجة فنية عالية تجعلهم قادرين على التعامل مع تكنولوجيا الآلات المعقدة في مجالات صناعية متعددة ، كما أن العامل المبتدئ يستمر في العمل لمدة شهر أو شهرين ويتلقي راتبه ثم ينقطع عن العمل لحين انتهاء راتبه ثم يعود مرة أخري للعمل مما يعرض المصنع الي العديد من المشكلات الفنية ، و هناك أفكار وعادات سلبية في عقول العمال وخاصة العاملين القادمين للمنطقة ليس لها أي علاقة بفكر واستراتيجية العمل داخل المصانع أو في مجال الاستثمار بشكل عام.
ويقول سعد سليمان عبد التواب مدير مصنع لانتاج المواسير المعدنية إن هجرة العمال مستمرة في الفيوم في الوقت الذي توفر فيه المصانع الكثير من فرص العمل مما يعرض الكثير من هذه المصانع لخسائر كبيرة بالإضافة إلى وجود مشكلات خاصة بإنارة الطرق داخل المنطقة الصناعية وعدم وضع لوحات ارشادية وتسمية الطرق لتسهيل الوصول الي المصنع. وقال شادي هويدي مدير مصنع لانتاج محابس خطوط البخار والبترول إن مكتب العمل لا يدعم أحدا وأنه لم يتلق أي معاملات أو اتصال من المكتب منذ15 عاما عندما بدأ في انشاء المصنع ولم يأت اليه أحد من ممثلي المكتب للتعرف على احتياجات المصنع من العمل ، مشيرا الي أنه العمال في الفيوم يهربون من المنطقة الصناعية بكوم أوشيم الي مناطق صناعية ومصانع أخري بشبرا و6أكتوبر والعاشر من رمضان وقليوب وذلك لأن الغالبية العظمي من العمال من فئة الشباب . ومن جانبها أكدت المهندسة عفاف محمد علي مديرة ادارة المنطقة الصناعية بالفيوم أن أصحاب المصانع لا يتوجهون الى ادارة المنطقة ولا يرسلون إلينا احتياجاتهم من العمالة حتي يتم توفيرها لهم وقد تم توفير عدد كبير من العمالة من حاملي الدبلومات الفنية وذلك للمصانع التي أفادتنا باحتياجاتها في المجالات الصناعية المختلفة ، وأرجعت أسباب هجرة العمالة بعد تلقيهم التدريب داخل المصانع بالسعي وراء المادة وزيادة الدخل وذلك بسبب ضعف الرواتب التي يحصلون عليها في مصانع الفيوم وهي مشكلة " على حد قولها " لا دخل لإدارة المنطقة بها وإنما هي من اختصاص هذه المصانع وزادت هذه المشكلة بسبب تذبذب الحالة الاقتصادية والاستثمار بعد ثورة يناير . وحول عمليات تسويق منتجات المصانع قالت ان إدارة المنطقة تبذل جهودا كبيرة مع الهيئات والمستوردين بالإضافة الى منطقة التجارة الدولية والجهات المصدرة لتوقيع اتفاقيات بين المنطقة وتلك الجهات لتسويق منتجات المنطقة. وأشارت إلى أن المنطقة والمحافظة توفر70%من الدعم للمستثمرين ، كما توفر المرافق والخدمات للمنطقة الصناعية متمثلة في تمهيد ورصف الطرق ، ومحطة لمياه الشرب والصرف الصحي وشبكة الكهرباء بالإضافة الى الخدمات الداعمة الأخرى كمركز تحديث الصناعة وآخر للتدريب يتبع مصلحة الكفاية الإنتاجية الى جانب إنشاء نقطة للتجارة الدولية بالمنطقة . وقرر مجلس إدارة المنطقة الصناعية برئاسة المهندس أحمد علي أحمد تشكيل لجنة من مجلس الإدارة والشئون القانونية والإسكان والشئون المالية ومديرة المنطقة لدراسة إعداد تقرير ولائحة جديدة لموضوع العقود الابتدائية ومراجعة شروط تسليم العقود تمهيدا لعرضه على مجلس الإدارة القادم . كما قرر المجلس إعداد لائحة خارج المنطقة وأخرى داخل المنطقة تراعي المظهر والنواحي الجمالية والتنسيقية ومساحات محددة ومتفق عليها ، وتم تكليف مديرة المنطقة بالتنسيق مع وحدة الصيانة بالمحافظة لعرض تنفيذ وتصنيع اللوحات الإرشادية اللازمة للدعاية والإعلان للمصانع بالمنطقة وعرض المقترح والتصور بالجلسة القادمة . واشار محافظ الفيوم الي انه سيتم مخاطبة وزير البيئة لإنشاء محطة رصد حديثة على أعلي مستوى لرصد كل أنواع التلوث البيئي بالمنطقة الصناعية في خلال الأيام القليلة القادمة